أعلنت إسرائيل ترحيل نحو 250 من نشطاء أسطول الحرية، حيث وصل 124 منهم إلى الأراضي الأردنية صباح أمس عبر معبر جسر الملك حسين، وروى المفرج عنهم تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية في المياه الدولية. وأُقيم للمتضامين المفرج عنهم استقبال رسمي وشعبي، كما كان هناك اعتصام قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان عصر أمس للتضامن مع بقية المحتجزين من المشاركين في أسطول الحرية. وينتمي النشطاء المفرج عنهم إلى جنسيات مختلفة كاليمن والبحرين والكويت والأردن وموريتانيا والمغرب والجزائر وأندونيسيا وماليزيا. والتقت الصحافة بعض المتضامنين والصحفيين فور وصولهم إلى الجانب الأردني للحدود، حيث وصف المراقب العام السابق للإخوان المسلمين بالأردن سالم الفلاحات الهجوم الإسرائيلي بالقرصنة والهمجية، واعتبر أن القوات الهائلة التي استخدمتها إسرائيل في الهجوم يمكن أن تحتل أساطيل عسكرية وليس مدنيّين عزلا. من جانبه، قال النائب بالبرلمان الكويتي وليد الطبطبائي عقب الإفراج عنه إن هدف قافلة الحرية تحقق عبر كشف وجه إسرائيل القبيح أمام العالم. وأضاف أنه تعرض للضرب وهو مقيد اليدين من قبل الجنود الإسرائيليين أثناء اعتقاله. كما روى مراسل الجزيرة المفرج عنه عثمان البتيري شهادته عما قال إنها مجزرة حصلت في المياه الدولية، وكيف استخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي حيث سقط أمامه أربعة شهداء، وكيف تعامل الجنود معاملة سيئة مع الجميع كبارا وصغارا وأبقوهم تحت أشعة الشمس حتى وصول سفينتهم إلى ميناء أسدود الإسرائيلي قبل نقلهم للسجن والتحقيق معهم ومن ثم ترحيلهم. وأوضح أن إسرائيل قسّمت المعتقلين إلى ثلاث مجموعات: الأولى تضم 46 من رعايا الدول الأوروبية وتم ترحيلهم عبر مطار بن غوريون، والثانية تضم العدد الأكبر من المتضامنين الذين جرى التحقيق معهم تمهيدا للإفراج عنهم. أما المجموعة الثالثة وهي صغيرة فقررت إسرائيل محاكمتهم بتهمة الاعتداء على الجنود أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية. وأضاف أن محكمة إسرائيلية مددت اعتقال أعضاء وفد فلسطيني 48 ثمانية أيام وهم رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد زيدان، ورئيسا الحركة الإسلامية بشقّيها الشيخ رائد صلاح وحماد أبو دعابس، والناشطة لبنى مصاروة. ووجهت النيابة الإسرائيلية العامة في محكمة عسقلان لأعضاء الوفد شبهة محاولة الدخول لمنطقة عسكرية مغلقة داخل المياه الإقليمية الإسرائيلية، وعدم الامتثال لمطالب الجيش، والتسبب للجنود بإصابات بالغة، والتجمهر غير القانوني، والاشتراك في أعمال مخلة بالنظام، وشبهات أخرى. ومن ناحية ثانية، عقد وزراء خارجية الدول العربية مساء أمس في العاصمة المصرية القاهرة اجتماعا لبحث الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية. ويأتي الاجتماع بعد آخر طارئ أمس الأول لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لبحث الهجوم الإسرائيلي. وشارك في اجتماع أمس الأول سفير تركيا بالقاهرة بقرار جماعي من المجلس، تلبيةً لرغبة تركيا التي أطلقت تعاونا مشتركا يتعلق بالأزمة الراهنة . وقد أكد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة يوسف أحمد أن بلاده تقدمت بثلاثة مطالب للجامعة وهي: فك الحصار عن غزة، ووقف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، ووقف كافة أشكال التطبيع معها. وجاءت تصريحات أحمد في ختام اجتماع المندوبين الدائمين للجامعة العربية بالقاهرة.