اقترب ساعة الحقيقة وسقطت كل الاوراق الاخيرة للتحضيرات الاخيرة امام المنتخب الوطني المقبل على المشاركة في المونديال الافريقي الذي طال انتظاره، وهو الحلم الذي يتحقق للجزائريين الذين انتظروا لقرابة 24 سنة ليشاهدوا الخضر من جديد في مسرح العمالقة اين لا يوجد مكان للضعاف بينهم في مونديال هو الاميز والاقوى والاحسن وكذا الاول في القارة السمراء في تاريخ المنافسة الاكثر اثارة وتشويقا. طموح بالانتصار لتخطي أول الأدوار ويطمح اشبال الناخب رابح سعدان الى تحقيق الفوز في اول لقاء لهم في المجموعة الثالثة امام سلوفينيا العنيد، حيث يعولون على الروح القتالية والوطنية الجياشة في نفوسهم والتي كانت جسر عبورهم للمونديال بعد تصفيات شاقة شهدت احداثا مثيرة صقلت عزيمة الخضر بالاصرار ورفع التحدي وعدم الخشية من اي منتخب كان، كما يعول الخضر كذلك على الكوكبة الرائعة من المحاربين في صورة زياني وبلحاج ويبدة وبوڤرة وبقية الكتيبة التي صنعت افراح الجزائر قبل هذا الموعد العالمي، ويطمح يبدة ورفاقه إلى تحقيق بداية مشابهة لتلك البداية الرائعة في مونديال إسبانيا 1982 بعدما فجر ماجر ورفاقه مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبهم على ألمانياالغربية ونجومها، وكان المنتخب الوطني قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور الثاني لولا تواطؤ الألمان والنمسا في المباراة الثالثة الأخيرة من الدور الأول. ويعد تخطي سلوفينيا اليوم الفرصة الاكبر الوحيدة لتعزيز حظوظ المنتخب الوطني في تحقيق التأهل إلى الدور الثاني، لأن المباراة الثانية ستكون صعبة أمام المنتخب الإنجليزي المرشح بقوة إلى الظفر باللقب، ومن بعده الولاياتالمتحدة التي قدمت مستوى اكثر من رائع في كأس القارات الأخيرة في جنوب إفريقيا، لكن ما يثير قلق الجزائريين هو الحالة التي جاء بها المنتخب إلى جنوب إفريقيا وهو في أسوأ حالاته بعد العروض المخيبة في مبارياته الودية بعد التعرض لخسارتين أمام صربيا وجمهورية أيرلندا بثلاثية نظيفة قبل أن يحقق فوزا متواضعاً على الإمارات. سعدان سيعتمد على خطة التصفيات ينتظر ان يدخل الناخب الوطني المواجهة بخطة شبيهة بخطة التصفيات، اي بالاعتماد على 3 لاعبين محوريين هم حليش رفيق، عنتر يحيى وعبد المجيد بوڤرة في حين سيكون كل من غزال الذي حوله سعدان الى جناح ايمن وبلحاج نذير في الطرف الايسر كالعادة، وفي خط الوسط سيوكل مهمة تكسير الهجمات لمهدي لحسن، فيما سيكون يبدة في مهمة الارتكاز، ليشغل زياني مهمة صانع الالعاب الحر، اما خط الهجوم فسينشطه العائد من الاصابة كريم مطمور رفقة زهير جبور الذي سيكون بمثابة رأس الحربة الصريح في هذا اللقاء، ويبقى التغير المحتمل هو اشراك قادير بدلا من غزال في الجهة اليمنى، ليكون الغياب المميز لمنصوري هو الوجه الجديد في الخضر حيث لم يغب اللاعب منذ 10 سنوات عن التشكيلة الاساسية الا في حالة الاصابة او العقوبة ليغيب هذه المرة لأسباب تكتيكية وفنية. سعدان مرتاح لعودة المصابين واجه الناخب الوطني رابح سعدان مشكلة كبيرة في الآونة الأخيرة بسبب الإصابات التي تعرضت لها الركائز الأساسية في التشكيلة على غرار حسان يبدة وعبد المجيد بوڤرة ومهدي لحسن وكارل مجاني وكريم مطمور الذين تعافوا بنسبة مئة بالمئة الآن، كما كانت سببا في انسحاب لاعب وسط لاتسيو روما الإيطالي مراد مغني. ولاحقت الإصابات كلا من عنتر يحيى ورفيق جبور حتى في التدريبات في دوربان، لكن الجميع سيكون جاهزا للمباراة، وهو ما يريح سعدان بما انه سيجد كل الحلول في يده، لكن ما يقلقه هو عدم جاهزية اللاعبين البدنية لهذا اللقاء خاصة الذين لم يتدربوا كثيرا كيحيى وجبور وبوڤرة. سعدان يؤكد جاهزية أشباله للانتصار اعترف سعدان أن المنتخب الوطني ليس من بين أفضل المنتخبات المشاركة وقال: ''لأننا لم نأت إلى جنوب إفريقيا في قمة مستوانا بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرضت لها صفوفنا في الآونة الأخيرة، كما أن تواريخ الاتحاد الدولي لم تساعدنا كثيرا على العمل جيدا والاستعداد كما يجب للمونديال، لكننا بذلنا كل ما في وسعنا في المعسكرات التدريبية التي خضناها وسنفعل كذلك هنا في المباريات الرسمية من أجل الدفاع عن سمعة كرة القدم الجزائرية خاصة والعربية بصفة عامة''، مؤكدا أن المباراة الأولى أمام سلوفينيا ستكون صعبة للغاية، وقال: ''سلوفينيا بلد صغير لكن منتخب بلادها كبير، ويجب الحذر كثيرا لدى مواجهته. تملك سلوفينيا الأفضلية على الجزائر بفضل الانسجام الكبير بين خطي الدفاع والهجوم''، مضيفا: ''إنه منتخب لا يقوم بتبديلات كبيرة على تشكيلته، فاللاعبون يعرفون بعضهم جيدا، وهذه نقطة القوة في هذا المنتخب. المباراة صعبة على المنتخبين''. التحضيرات الأخيرة جاءت مبشرة وصفت التحضيرات الاخيرة التي أجراها الخضر في بلكواني بأكثر من رائعة اين ظهر على اللاعبين أنهم تجاوزوا حادثة استبعاد منصوري، وقد تدرب اللاعبون في اجواء حميمية تميزت بروح الدعابة بينهم وكذا التواصل بسهولة، ما يؤكد ان الاجواء غير مشحونة تماما كما اشيع، كما ان جل اللاعبين عبروا عن استعدادهم لهذا اللقاء الذي يعد بمثابة المنعرج الاصعب لهم بما انه سيكون في مستهل المنافسة. سلوفينيا لا تملك كل مقومات المنتخب القوي من جهة اخرى، يبرز المنتخب السلوفيني كحصان اسود في المجموعة الثالثة، فبالرغم من افتقاده للنجوم والخبرة، فإن ميزته في المونديال ستكون اللعب الجماعي والروح القتالية التي سيعتمد عليها هذا المنتخب المدجج بالمهارات الفنية. ويأتي تأهل اشبال ماتياس كيك خلال التصفيات الأوروبية بفضل اللعب الجماعي وثبات التشكيلة. وإذا كان لاعبو المنتخب السلوفيني يلعبون في أندية متواضعة في أوروبا، فإنهم أثبتوا فعاليتهم إذ نجحوا في المباراتين الفاصلتين ضمن الملحق الأوروبي في إزاحة روسيا، ويعيش المنتخب السلوفيني في حالة نفسية ومعنوية عالية بفضل الثقة التي اكتسبها في التصفيات، كما تملك سلوفينيا جدارا دفاعيا صلبا، إذ دخل مرماها 5 أهداف في 12 مباراة في التصفيات بما في ذلك مباراة الملحق.