من استمع إلى الناخب الوطني صبيحة أمس على أمواج الإذاعة الوطنية الثالة في حصة “فوتبال ماغازين” يستنتج من الوهلة الأولى أن “الشيخ” ابتعد بُعد السماء عن الأرض عن لغة التشاؤم التي ميّزته في الفترات السابقة، ما يعني أنه راض تمام الرضا عن الظروف التي يجري فيها تربص “الخضر” في أعالي “كرانس مونتانا” تحضيرا ل المونديال القادم بالرغم من مشكل الإصابات ونقص المنافسة الذي بدأت بوادر التخلّص منه تلوح في الأفق... وبعد أن تطرق إلى المعنويات الرائعة التي تسود أشباله في الآونة الأخيرة، أشار المدرب سعدان إلى نقطة حساسة جدا عندما قال: “أعرف أن إنشغال الجزائريين حاليا هو في هوية اللاعبين الذين سيتم اختيارهم للمشاركة في المونديال، لكن الأكيد هو أنني أفضّل أن أترك الجميع يعمل حاليا في منأى عن أي شكل من أشكال الضغط، وأما عن القرار النهائي فسيعرف بعد مباراة إيرلندا بيوم”. “لهذه الأسباب فضّلت أن لا أعلن عن القائمة النهائية بعد المباراة مباشرة” وعن الأسباب التي جعلته يقرر أن يكون يوم السبت القادم-على حد تعبيره- الموعد الذي يُعلن فيه القائمة النهائية التي ستمثل الجزائر في المونديال، أشار سعدان قائلا: “يجب أن نتفق على أمر مهم للغاية، وهو أن المغامرة بالإعلان عن القائمة النهائية يوم المباراة مباشرة ستكون عواقبه على نفسية اللاعبين وخاصة الذين سيتم إبعادهم، وعلى ضوء هذا قررت أن يرتاح اللاعبون بعد المباراة مباشرة، بالإضافة إلى أني سأجتمع مع أعضاء الطاقم الفني لاتخاذ القرار النهائي، كما أني سأسعى للحديث مع الثنائي الذي سأشطب اسمه من القائمة وتحضيره معنويا لكي لا يتأثر بالقرار”. “قلت للاعبين إن التواجد في كرانس مونتانا إنجاز في حد ذاته” ومؤكّدا ما انفردت به “الهداف” في عدد الخميس الفارط عن اجتماعه مع كل لاعب على حدة، فقد أصر سعدان على الإشارة إلى نقطة مهمة، حينما قال: “لقد اجتمعت مع اللاعبين، كل على حدة وخاصة الجدد منهم، وأشعرتهم بضرورة الاندماج فيما بينهم بغية تقوية العلاقات بينهم، كما عبّرت لهم في خضم حديثي معهم على أن تواجدهم في تربص كرانس مونتانا في حد ذاته إنجاز كبير لأنهم كانوا يستحقون التواجد فيه بعد مستواهم الرائع مع أنديتهم”. “بوڤرة، بودبوز ومجاني يحتاجون من أسبوع إلى عشرة أيام راحة” وعن مشكل الإصابات الذي طرح أكثر من علامة استفهام قبل تربص كرانس مونتانا، فقد أشار سعدان إلى أن برنامج التحضير يخضع لجاهزية كل عنصر من عناصره، وأردف قائلا: “أعتقد أني قسمت برنامج العمل إلى شطرين، الأول خاص بالمصابين وبرمجت حصصا تدريبية لهم في الصبيحة بمفردهم، والشطر الثاني هو للعمل الجماعي ببرمجة تربصات في المساء، وهذا لأحدث توازنا في التشكيلة، كما أني أستغل الفرصة لأقول إنني لن أغامر ببعض اللاعبين على غرار بوڤرة، بودبوز ومجاني الذين يحتاجون من أسبوع إلى عشرة أيام راحة، ومن الصعب أن أشركهم أمام إيرلندا إلا أذا عرفت حالتهم الصحية تحسنا ملحوظا إلى ذلك الحين”. “مباراة إيرلندا ستكون مخصّصة بشكل كبير إلى الجدد” أما عن مواجهة إيرلندا، فقد تحدث عنها سعدان بشكل واف، وهو يراها الفرصة المناسبة لكي يقف على إمكانات كل لاعب والإضافة التي من الممكن أن يقدمها إلى المنتخب عندما قال: “تنتظرنا مواجهة أولى لها أهمية كبيرة من حيث معرفة نوعية اللاعبين الذين سأعتمد عليهم وليس شيئا آخر، على غرار النتيجة الفنية التي لا تهمني إطلاقا، كما أني سأخصصها بشكل كبير لأجل الوقوف على الإمكانات الحقيقية للاعبين الجدد والذين تم استدعاؤهم مؤخرا، بما أن إمكانات القدامى لا تحتاج إلى معاينة لأني أعرفهم، والفرصة ستكون أمام الجدد بنسبة كبيرة”. “سننتقي اللاعبين الذين يُمكن إستغلالهم فقط” وقبل أن يطوي ملف مباراة منتخب إيرلندا المرتقبة يوم الجمعة المقبل، أشار المدرب رابح سعدان إلى أن الأحسن فقط من سيضمن فرصة الاعتماد عليه في مونديال جنوب إفريقيا القادم، عندما قال في هذا الصدد: “أشعرت اللاعبين بضرورة التعامل مع مقتضيات الفترة الحالية جيدا وعدم ترك الفرصة تمر من بين أيديهم دون استغلالها جيدا، ولا أشك مطلقا في أن رسالتي وصلت إليهم جيدا، لأن الأكيد هو أن الأحسن هو من سيتم انتقاؤه وسأختار اللاعبين الذين سيتم استغلالهم فقط، أما الذين لا يمكن أن ننتظر منهم شيئا فسيكونون خارج حساباتي”. “مغني بين أيدينا وتحت أعيننا ولن نمارس أي ضغط عليه” وعن حالة اللاعب مراد مغني المعقّدة نوعا ما، فقد أشار المدرب سعدان إلى هذه النقطة قائلا: “لقد تنقلت إلى مركز أسبيتار في قطر للإطمئنان على حالة مراد مغني بشكل واف، وفي اجتماعي مع الطبيب المشرف على حالته، وهو الدكتور شلبي، تحدثت معه وقلت له إن مغني لابد أن يكون معنا في تربص كرانس مونتانا القادم، بما أنه لاعب موهوب ويمكنه تقديم الكثير للفريق، بالإضافة إلى كل هذا، فاللاعب الآن بين أيدينا وتحت أنظارنا، وسنعمل جاهدين ليكون في المستوى المطلوب وسنتركه يعمل رفقة الطاقم الطبي وبعيدا عن كل أشكال الضغوطات”. “معالم التشكيلة التي ستواجه سلوفينيا ستظهر لاحقا” وفي سياق حديثه عن مواجهة سلوفينيا المرتقبة، أشار سعدان إلى أنه لن يترك أي شيء لعامل الصدفة والمفاجأة، ومن جهته أرسل معاينين ليشاهدوا نقاط قوة وضعف المنتخبات الثلاثة التي تتواجد في مجموعة “الخضر”، وقال بخصوص هذه النقطة: “أعتقد أن تركيزنا منصب بشكل كلي على التربص الذي نجريه حاليا، بالإضافة إلى المباريات الودية التي سنقف من خلالها على مدى جاهزية كل عنصر من العناصر كما سبق لي أن أشرت إليه، وعلى هذا الأساس، يمكن القول إن التشكيلة التي ستواجه المنتخب السلوفيني ستظهر مع مرور الأيام، خاصة أنه لم يبقى يفصلنا عن المونديال سوى ثلاثة أسابيع، ومن الضروري جدا أن نحضّر أنفسنا وكما سبق لي أن أشرت إليه فإن الأحسن هو من سيلعب، كما لا أنسى أيضا أن أشير إلى أنني لن أترك أي شيء للصدفة بل كل منتخب من المنتخبات الثلاثة التي تتواجد معنا سيكون تحت مجهرنا بشكل دقيق”. “كان من الصعب عليّ إبعاد زاوي، رحو والبقية، لكن هناك خيار كان يجب القيام به” وأشاد سعدان بمبادرة روراوة الذي يعكف على ضمان تنقل كل اللاعبين الذين شاركوا في وصول المنتخب إلى كأس العالم إلى جنوب إفريقيا لتشجيع زملائهم، وهذا من خلال حديثه من جديد عن قرار إبعاده لبعض اللاعبين المحليين والذين كان لهم شرف لعب مختلف مباريات التصفيات سواء كاحتياطيين أو أساسيين، وأشار الناخب الوطني إلى هذا الموضوع قائلا: “التهرب من المسؤولية ليس من شيمي، وقد أكذب عليكم إن قلت لكم إن الاستغناء عن زاوي، رحو وبقية اللاعبين المحليين كان أمرا سهلا، بالعكس، فتلك اللحظات لا يمكنني أن أنساها أبدا، ما يدل على أن أي مدرب مهما كان حجمه يجب أن يكون ملما بالجانب النفسي أكثر، لكن أعتقد أن رحو والبقية يعرفون أن هناك خيارا كان يجب القيام به، وأبارك مبادرة روراوة الذي يسعى إلى نقل هؤلاء إلى جنوب إفريقيا لتشجيع زملائهم ومساعيه الحثيثة للقيام بذلك تدل على أن السلطات لم تنكر جميل هؤلاء”. “سنلعب دون عقدة في كأس العالم واللّي جابها ربّي مرحبا بها” ووصل سعدان إلى لبّ الموضوع عندما تكلم عن أهداف المنتخب الجزائري في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، وهذا عندما صرح قائلا: “يجب أن نكون موضوعيين، يجب أن لا نطالب اللاعبين بأكثر من طاقاتهم، بما أننا سنواجه منتخبات قوية في مجموعتنا، لكن هذا لا يمنعني من القول إن للجزائر حظوظا ستُدافع عنها إلى الرمق الأخير، ولن نذهب إلى جنوب إفريقيا للسياحة، بل سنواجه كل المنتخبات دون عقدة وكما يقال “اللي جابها ربي” مرحبا بها، لأن ما علينا القيام به نحن نفعله وهو التحضير في منطقة جيدة وتساعدنا بشكل جيد على التركيز”. “الجميع فخور بما يقوم به روراوة...والفرق بين منتخب 86 والمنتخب الحالي في الإستقرار” وأشار سعدان إلى أنه لم يكن يشك مطلقا في قدرة روراوة والجهات الوصية في بلادنا على توفير كل ظروف العمل الجيد والجدي لأشباله منذ أن ضمن “الخضر” تأهلهم إلى المونديال، وقال سعدان في هذا الصدد: “أشعر مع مرور الأيام أن اللاعبين أصبحوا يشعرون أن لهم منتخبا جديرا بالاحترام، وهذا بفضل الإمكانات التي وضعتها السلطات للمنتخب، والجميع بمن فيهم أنا فخور بالعمل الذي أضحى روراورة يقوم به، فقد استطاع أن يدوّن كل انشغالاتي والدليل أمامكم، فقد تدعّم الطاقم الطبي بخيرة الدكاترة الذين يمكنني الاعتماد عليهم وسيساهمون بشكل كبير في تخليص لاعبينا من شبح الإصابات، كما أنني تيقنت بأننا نملك سلاحا بين أيدينا وهو عامل الاستقرار الذي كان غائبا عشية تنقل المنتخب الوطني إلى مونديال مكسيكو 86”. “سنة 86 فرضوا عليّ لاعبين لم أكن مقتنعا بهم” ودائما بخصوص مونديال مكسيكو، عاد سعدان ليسترجع ذكريات المشاركة الجزائرية آنذاك عندما قال: “لم أكن أرغب في الحديث عن الماضي لكني سأفعل لأوضح بعض الأمور، قبل مونديال 86 كان هناك مونديال 82 الذي عرف فيه المنتخب الوطني تغييرات عديدة قبل التنقل إلى إسبانيا، الأمر الذي أثّر فينا نوعا ما بالرغم من وجود إسمين ثقيلين وثقيلين جدا في عالم التدريب وهما العملاقان رشيد مخلوفي ومحي الدين خالف، أما سنة 86 تاريخ ثاني مشاركة جزائرية في المونديال، فقد تم فرض لاعبين علي لم أكن مقتنعا بهم، الأمر الذي يكون قد أثر في استقرارنا وكانت النتيجة مخيبة للجزائريين آنذاك”. “الرجال يذهبون، لكن البرنامج والإستمرارية في العمل هما ما يبقى” وفي ختام حديثه، أبى سعدان إلا أن يتكلم عن مستقبله مع “الخضر”، عندما أشار إلى هذه النقطة قائلا: “الهدف الأول تحقق وهو تأهيل الجزائر إلى المونديال، وهدفي الآن هو تحضير منتخب قوي وتنافسي إلى ما بعد مونديال 2010، بقيت الآن مسألة بقائي على رأس المنتخب من عدمها، أظن أن الكلام عن مثل هذه الأمور لا يستهويني، لأن الرجال تذهب وربما ينساها الجميع، لكن الذي يبقى ولا يموت هو البرنامج والاستمرارية في العمل والتي أتمنى أن يواصلها سعدان أو من سيخلف سعدان”. ---------------------------------- تحديد سعر بلحاج ب 4 ملايين أورو “بورتسموث” يسعى إلى بيع بعض لاعبيه لأجل جني 17 مليون أورو أكدت تقارير صحافية بريطانية أنّ نادي بورتسموث ما زال يبحث عن حل لأزمته المالية خلال الساعات القليلة القادمة، وذكرت هذه التقارير أنّ إدارة “البومبي” تسعى لجني 17 مليون أورو من خلال بيع عقود 6 إلى 7 من لاعبيها، ويكون الفريق قد ضمن 2 مليون ببيع عقد اللاعب الدولي الإنجليزي السابق “دافيد نيوجنت” إلى نادي بولتون ليكون أول التسريحات، فيما تم عرض لاعبين آخرين للبيع وهم “كيفن برانس بواتينغ”، “جون أوتاكا”، “مارك ويلسون” ونذير بلحاج في انتظار البقية، وتم وضع قيمة مالية لهؤلاء اللاعبين، حيث يُعتبر الدولي الجزائري الأغلى في القائمة ويطلب “بورتسموث” 4 مليون أورو للتخلي عن خدماته.