في أول مواجهة بينهما في برنامج تلفزيوني مباشر، تبارى كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين مساء أول أمس بالرد على أسئلة الجمهور داخل الإستوديو التي تركزت على قضايا الإرهاب. ورفض كوربين، الذي تحدث أولا في البرنامج الذي بثته محطة سكاي نيوز والقناة الرابعة، وذلك بناء على قرعة بعملة معدنية، القول ما إذا كان سيشن غارة بطائرة مسيرة على "إرهابيين" يخططون للهجوم على بريطانيا في حال انتخابه رئيسا للوزراء. وقال للجمهور إنه متمسك بآرائه السابقة التي وصف فيها قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بأنه كان "مأساة"، حيث إنه كان يفضل محاكمته بدلا من اغتياله. وهذه هي المرة الأولى التي يتواجه فيها الاثنان في إطار حملتهما للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في جويلية المقبل، وقد رفض الزعيمان المشاركة في مناظرة تضم قادة الأحزاب البريطانية. ومع إن تيريزا ماي واجهت أسئلة حول قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف إعلاميا باسم (البريكست) وقضايا الرعاية الاجتماعية، تركزت المواجهة مع كوربين على تصريحاته الأسبوع الماضي التي حمل فيها السياسة الخارجية البريطانية جزءا من المسؤولية عن الهجمات المميتة في مانشستر يوم 22 ماي الجاري. وقال كوربين (68 عاما) إن على بريطانيا أن تغير سياستها الخارجية، غير أنه رفض التطرق إلى ما إذا كان سيأذن بتوجيه ضربة باستخدام طائرات مسيرة ضد جماعات إرهابية في الخارج تخطط لمهاجمة بريطانيا. من جانبها، قالت ماي (68 عاما) التي تحدثت بعد كوربين، إنها ستبتعد عن المفاوضات القادمة مع الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من التكتل مفضلة ألا يكون هناك اتفاق بدلا من القبول بإبرام اتفاق "سيئ". كما واجهت ماي انتقادات بشأن التخفيضات التي يخطط لها المحافظون للمزايا الاجتماعية، لكنها قالت إنها مصممة على التعامل مع القضايا الصعبة والقيام بالشيء الصحيح من أجل البلاد. وفي أفريل الماضي وافق البرلمان البريطاني على خطة ماي لإجراء انتخابات عامة مبكرة يوم 8 جوان المقبل، وقالت إنها تأمل في أن يمنحها الناخبون تفويضا أكبر لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وشارك كوربين في البرنامج على أمل أن يضيّق حزبه الفارق مع حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي، حيث أظهرت بعض استطلاعات الرأي أن حزب العمال يقف وراء المحافظين بخمس نقاط مئوية فقط.