عندما يذكر أمامنا السفر، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا الطائرة أو السيارة، أو حتى الحافلة وربما القطار والسفينة، وهي وسائل السفر العادية والمتعارف عليها بين الناس جميعًا، إلا أن هناك وسائل سفر أخرى لم يسمع عنها أغلبنا، فهي وسائل غير اعتيادية وغير متاحة للجميع، فبعضها غير موجود سوى في مكان واحد، وبعضها الآخر غير موجود أصلًا، ولا يزال قيد الإنشاء أو تحت الدراسة. ىمصعد إلكتروني يرفع الناس إلى الفضاء قريبًا يصر اليابانيون على أن الصعود إلى الفضاء سيكون موضوعًا سلسًا وبسيطًا جدًا، وسيتم قريبًا باستعمال مصعد متحرك ينقل ركابه إلى الفضاء في رحلة آمنة وسريعة عبر سكة مغناطيسية، وأن هذا المصعد سيكون في متناول الجميع في عام 2050 على الأكثر، حيث سنستطيع الصعود لمسافة تعادل 96،000 كيلومتر بزمن قياسي، واكتشاف الفضاء بأنفسنا، ولكن دون استخدام مركبة فضائية، وإنما بمصعد كالذي نعتاد ركوبه يوميًا في حياتنا العادية، فهل ستكون فكرة استخدام مصعد إلى الفضاء فكرة ناجحة؟ وهل هو معرض أيضًا كالمصاعد العادية للتعطل والتوقف في وسط الطريق؟ وإن حدث هذا، فمن أين سنأتي بالسلالم الآمنة كي نكمل طريقنا عليها؟ مرة أخرى السفر.. ولكن عبر المناطيد إذ من المتوقع أن تكون الرحلات التجارية عبر المناطيد متاحة للجميع قريبًا، ولكن هذه المرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والتي ستلعب دورًا كبيرًا في عامل الأمان، وستشجع العامة على تجربة المناطيد الهوائية دون أدنى خوف أو رهبة، وتتميز مناطيد شركة «أيروس» المزمع طرحها قريبًا بالإضافة للأمان الشديد بانخفاض التكلفة من جهة، حيث أنها لا تتجاوز ثلث تكلفة الرحلات التجارية بالطائرة، ومن جهة ثانية تتميز بإمكانية إقلاعها عموديًا، وبالتالي هبوطها، فهي بهذه الميزة سلسة بشكل أكبر بكثير من الطائرات. السفر على متن السلحفاة الخضراء هل خطر في بالك يومًا أن تسافر على ظهر سلحفاة؟ الحيوان الأبطأ بين الحيوانات، في الحقيقة إنها ليست سلحفاة، إنها حافلة خضراء، وتتمتع ببطء السلحفاة، وتدعى «هيبي» السياحية، التي تعمل منذ ما يقارب 30 عامًا على نقل السياح بين يوسمايت وألاسكا ويوكاتانا ونيويورك والحدائق الوطنية بالغرب الأمريكي في رحلات قد تستغرق عدة أشهر في بعض الأوقات، وفي هذه الرحلة تسير الحافلة فقط ليلًا، وتتمتع بالطراز القديم، الذي اشتهر بالستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتحتوي داخلها على أسرة بطابقين يستطيع المسافرون النوم عليها، كما أنهم يتمتعون برحلات استكشافية مع مرشدين مختصين في مناطق توقفهم، ويستطيعون الاستحمام باستمرار، ويقومون بالطبخ مجتمعين عند التوقف. السفر على متن التايتنك مرة أخرى التايتنك هي تلك السفينة العملاقة، التي تعرضت للغرق في أولى رحلاتها بين ساوثهامبتون في إنجلتراونيويورك، والتي كانت حلم الكثيرين لركوبها حتى تعرضت لحادث بحري تسبب في غرقها وغرق ما يقارب 1500 شخص من ركابها وطاقمها، إن كنت ممن تمنوا ركوب التايتنك كالكثيرين، فقد يصبح ذلك متاحًا لك قريبًا، هذا ما أعلن عنه الملياردير الأسترالي كليف بالمر مالك شركة «بلو ستار لاين»، حيث أعلن أن شركته بمساعدة بعض الشركات الصينية ستقوم بتصنيع التايتنك بنسختها الجديدة وبنفس الشكل والطراز وأدق التفاصيل، لكن مع التعديل على تقنياتها التي تواكب التطور العلمي الذي نعيشه اليوم. وبالتالي إن التايتنك التي أبحرت من ساوثهامبتون عام1912 ستصل إلى وجهتها نيويورك بعد أكثر من مائة عام. السفر بطائرة من ستينيات القرن الماضي ربما لن تعجبك الفكرة في البداية؛ لأن ركوب طائرة عمرها أكثر من خمسين عامًا لن يكون فعلًا شيئًا آمنًا، وفي حقيقة الأمر، أن الطيران على هذه الرحلة سيكون آمنًا جدًا لدرجة تتجاوز الأمان، ليس فقط في حال سفرك بطائرة حديثة، وإنما أكثر من سفرك حتى بواسطة السيارة، فالطائرة المقصودة ما هي إلا طائرة حقيقية اشتراها أحد أستوديوهات هوليوود، ووضعها في الأستوديو مع إضافة بعض التعديلات عليها، وفي هذه الرحلة غير الحقيقية تعيش أجواء السفر بالكامل وكأنك تسافر بالفعل مع شرط أن تلبس أزياء تناسب حقبة الستينيات أو السبعينيات، وتستغرق الرحلة بضع ساعات بتكلفة لا تتجاوز 200 دولار، ويعيش فيها المسافر أجواء سفر حقيقية بكل التفاصيل. السفر من الصين إلى الولاياتالمتحدة برًا هل تصدق فعلًا أننا سنسافر يومًا من الصين إلى الولاياتالمتحدة والعكس دون الحاجة لركوب طائرة أو سفينة؟ إن ذلك لا يزال غريبًا وغير منطقي طالما تقع كل واحدة من الدولتين في قارة مختلفة، ويفصل بينهما أكبر محيطات العالم. المسؤولون الصينيون يصرون على أن هذا ممكن، ويعملون على تنفيذ خط للسكة الحديدية المتطورة جدًا بين البلدين يسير في نفق أسفل المحيط ليصل من شمال شرق الصين إلى سيبيريا، ومنها إلى ألاسكا، ورغم صعوبته وطوله، إلا أن الصينيين يصرون على أن تنفيذه باستخدام التكنولوجيا الصينية ممكن رغم أنه أحد أكبر التحديات التي يعيشونها اليوم.