وصف الدبلوماسي وكاتب الدولة لشؤون الجالية سابقا، حليم بن عطاء الله، تهديد اللواء الليبي خليفة حفتر بالدخول في حرب مع الجزائر، بأنه مفاجىء وخروج عن أعراف الجيرة بين البلدين. ويرى بن عطاء الله في تصريح صحفي، بأن تصريحات حفتر في إجتماع مع مؤيديه شرق ليبيا جاءت بطلب من الدول الداعمة له، التي ترفض الحل السياسي الذي ترافع له الجزائر في الأزمة الليبية. كما وصف الدبلوماسي كلام اللواء حفتر ب " الهذيان" الذي لا يستوجب رد الخارجية الجزائرية، باعتبار أن المتحدث لا يمثل السلطات الرسمية لبلاده. وقال بن عطاء الله إن "حفتر بدل أن يوجه كلامه إلى فرنسا وبعض الدول العربية التي تتبنى الحل العسكري لتأزيم الوضع الليبي"، قام بافتعال أزمة مع الجزائر لكسب ود أنصاره وجنوده في شرق ليبيا من جهة، وكذلك توجيه رسالة من دول تدعمه للجزائر. ويؤكد محدثنا أن مليشيا حفتر تتواجد غالبيتها في شرق ليبيا بعيدا عن حدود الجزائر، وهو ما يجعله غير مؤهل لخوض صراع عسكري مع جيش دولة بحجم الجزائر فما بالك بتجسيد تهديده بنقل الحرب من جهة إلى أخرى. وذكر كاتب الدولة لشؤون الجالية سابقا، إن هذا النوع من التصريحات والتصرفات ليس جديد على الأطراف الليبية التي سبق لرئيسها الراحل معمر القذافي أن حاول اقتحام الحدود الجزائرية تحت حجة عدم إقتناعه بوجود حدود بين الدول، وقد إختارت الجزائر عدم التصعيد وقتها لتجنب المنطقة صراعا كان سيكون طويل الأمد. بالمقابل، طالب حليم بن عطاء الله السلطات الجزائرية بأخذ هذا التحذير بعين الإعتبار وعدم التساهل في التعامل معه من أجل ضمان أمن و استقرار الحدود الجزائرية في ظل تدهور الوضع الأمني في ليبيا. ودعا الدبلوماسي وكاتب الدولة لشؤون الجالية سابقا، إلى عدم التركيز على تصريحات الجنرال الليبي لقطع الطريق على دول أخرى يمكن أن تنجر إلى استفزازات مماثلة.