هاجم وزير الشؤون الدينية والأوقاف التنظيمين النقابيين الذين يمثلون الأئمة، كما وصف الأئمة بالعديد من الأوصاف التي تحط من قدرهم مثل "استراق السمع"، و«إثارة النعرات الجهوية" و«مجابهة بعضهم بعضا"، و«التحرش" ، و« لغة الخطاب غريبة عن أدب الإمام وسمت المشايخ". وجاءت تدوينة محمد عيسى للرد على المطالب التي رفعها الأئمة مؤخرا، ومنها رفع الأجور، مهددين برفعها الى رئاسة الجمهورية. واستهل الوزير تدوينته بعنوان "حقيقة صادمة خَيْرٌ من أمل كاذب…"، وقال "قالت العرب قديما: ((الرائد لا يكذب أهله))، ومعنى الرائد هو الكشّاف الذي يتقدم قافلة قومه و يرتاد الصحراء بحثا عن الماء والكلأ , لا يمكن أن يكذب أهله في ما يجد , لأن مصيره مرتبط بمصيرهم، وهذا ما يجعله صادقا". وأضاف محمد عيسى "لكنني لاحظتُ أن من يفترض فيهم أن يتصلوا بالإدارة ليبلِّغوا إليها انشغالات السادة الأئمة وينقلوا إليهم إجاباتها، ويفترض فيهم أن يصدقوا من وكّلهم استعاضوا عن هذه المهمّة النبيلة باستراق السمع من أروقة الوزارة ونسج الأساطير ليكونوا هم الزعماء المتصدرين"، وتابع "حتى أصبح السادة الأئمة تسلخهم ألسنة السوء، وتنهشهم أنياب السياسويين، وتتجاذبهم بعض التنظيمات حتى ينضموا إلى هذا التشكيل أو ذاك، بل وصل الحدّ إلى إثارة النعرات الجهوية بينهم، ودفعهم إلى مجابهة بعضهم بعضا والتسبب في تسريح بعضهم بسبب دفعهم إلى أخطاء مهنية جسيمة، وبلغ التحرش بهم إلى أن وسمهم البعض "بالمتسولين" و«المحتقرين" و«الجياع". وحول رفع الأجور قال محمد عيسى "وها أنا أتوجه إلى سادتي الأئمة مباشرة حتى يكونوا على بينة من أمرهم، وأكرِّرُ لهم ما قلته مراراً للتنظيمات التي تدَّعي تمثيلهم: أولا: رفع رواتب الأئمة هو قرار تملكه الحكومة ولا تملكه وزارتكم. ثانيا: رفع رواتب الأئمة يقتضي مراجعة القانون الأساسي الذي صدر في سنة 2008، ولم تأذن الحكومة بمراجعة أي قانون أساسي منذ مصادقتها عليه لا في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف ولا في غيره، ويعرف النقابيون أن الاستثناء الذي وقع غير قابل للتعميم. ثالثا: كنتُ طلبت من السادة الأئمة أن يتحلوا بالصبر، بالنظر إلى أن الظروف الاقتصادية والمالية التي تعيشها الجزائر لا تسمح في الوقت الحالي لا بمراجعة القانون الأساسي للوظيفة العمومية ولا بمراجعة النظام التعويضي. رابعاً: أبتهج عندما يرفع السادة الأئمة خطابهم المطلبي الاجتماعي إلى مؤسسة الرئاسة لكنني أشعر بالحرج عندما تكون لغة الخطاب غريبة عن أدب الإمام وسمت المشايخ، ويكون فيها منطق الابتزاز والمساومة.