خرج مواطنون يوم الخميس في مسيرات سلمية عبر ولايات الوطن مطالبين بتغيير النظام ورفض إجراء انتخابات رئاسية في جويلية المقبل حسبما لاحظه مراسلو وأج. ففي وسط البلاد، وبالذات بتيزي وزو، شارك ممثلون منتخبون للمجالس الشعبية و الولاية و الوطنية (المجلس الشعبي الوطني و مجلس الأمة) في مسيرة سلمية جابوا خلالها شوارع المدينة مطالبين بتغيير نظام الحكم الحالي والتعبير عن رفضهم للانتخابات الرئاسية المقبلة. و تجمع رؤساء حوالي ثلاثين بلدية من الولاية معترف بهم من قبل الأوشحة التي كانوا يضعونها و كذلك رئيس المجلس الشعبي الولائي و منتخبين من مختلف التشكيلات السياسية بما في ذلك جبهة القوى الاشتراكية التي كانت حاضرة بقوة و التجمع الوطني الديمقراطي و جبهة التحرير الوطني بالإضافة إلى الأحرار في ساحة المتحف بوسط المدينة قبل بدء مسيرتهم نحو مقر الولاية مرورا بنهج عبان رمضان. و خلال هذه المظاهرة التي لم يشارك فيها منتخبو التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، جدد رؤساء البلديات رفضهم للمضي قدماً في مراجعة القوائم الانتخابية والتحضير للانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها في 4 يوليو القادم. و في تصريح لهم للصحافة أكدوا أنه "استجابة لدعوة الناخبين تحسباً لانتخابات رئاسية مخزية تتعارض مع إرادة ملايين الجزائريين، نرفض من حيث المضمون والشكل المشاركة في هذا الحدث و ندينه بقوة". وخلال هذه المسيرة، استذكر رؤساء البلديات المحتجين من خلال لافتات وشعارات "رفضهم" للمشاركة في عملية تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة وفي جميع جوانبها وفي مراحلها المختلفة ''. كما ناشدوا المسؤولين المنتخبين من الولايات الأخرى بالالتزام بنهجهم "لإجهاض هذا التصويت الذي رفضه الشعب الجزائري مسبقا". و لدى وصولهم إلى النصب التذكاري ل 128 شهيدًا من الربيع الأسود (أبريل 2001) المتواجد بمحور تقاطع جرجرة ، وقف المنتخبون دقيقة صمت على روحهم قبل مواصلة مسيرتهم نحو مقر الولاية حيث قدم رؤساء البلديات إلى المدير المحلي للتنظيم والشؤون العامة قراراتهم الفردية لرفض مراجعة قوائم الناخبين و التحضير للانتخابات الرئاسية القادمة. يذكر أنه تم اتخاذ قرار تنظيم هذه المسيرة في اجتماع للمسؤولين المنتخبين المنعقد الثلاثاء الماضي بمقر المجلس الشعبي الولائي أين لوحظ في هذا الاجتماع مغادرة منتخبو التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي). وفي بجاية، من جهتهم نظم المنتخبون المحليون (بالبلديات و المجلس الشعبي الولائي) مدعومين بعدد من البرلمانيين اليوم الخميس تجمعا احتجاجيا بمقر الولاية للتعبير عن رفضهم للانتخابات الرئاسية المقبلة مجددين قرارهم رفض تأطير هذه الانتخابات ماديا و إداريا. و رفع هؤلاء شعارات "أولاش الفوت أولاش" "لا لتنظيم الانتخابات" داعين إلى مقاطعة هذا الموعد الانتخابي. و شارك 48 من رؤساء بلديات ولاية بجاية التي تضم 52 بلدية بالإضافة إلى غالبية أعضاء المجلس الشعبي الولائي فضلاً عن منتخبين من البلديات في هذا التجمع الذي تخللته في وقت لاحق اجتماع تنسيقي بقاعة المؤتمرات حيث أبدى كل واحد منهم رفضه لهذا الموعد الانتخابي و تمسكهم بخطوة الحراك الشعبي العام الهادف إلى "عدم المشاركة". و خلال هذا الاجتماع تم تنصيب تنسيقية رؤساء البلديات و التي ستكون مهمتها تنسيق الإجراءات التي يجب تنفيذها جماعيًا في هذا المنظور. وببومرداس ، نظم موظفو جهاز العدالة، أمناء الضبط و الأسلاك المشتركة، وقفة إحتجاجية سلمية أمام مبنى مجلس قضاء بومرداس بعاصمة الولاية دعما لمطالب الحراك الوطني المنادي بالتغيير الشامل، سادها الهدوء و السلمية . و ردد و رفع المحتجون خلال هذه الوقفة الإحتجاجية شعارات سياسية متعددة على غرار إستقلالية القضاء و حرية التعبير و التغيير السياسي الشامل و مساندة مطالب الحراك الوطني و رحيل كل رموز السلطة قبل أن ينصرفوا بعد ذلك في هدوء تام. أما بغرب البلاد، وبالذات بوهران، نظم عمال قطاع الثقافة وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية الولائية للثقافة مساندة للحراك الشعبي ومطالبين ب"الحق في ثورة ثقافية" و"فتح ملفات الفساد التي طالت القطاع الثقافي" . وقد شارك في هذه الوقفة التى تزامنت مع إنطلاق تظاهرة شهر التراث عمال من مختلف المؤسسات التابعة للقطاع حاملين شعارات " تفعيل المادة 7 و 8 من الدستور " و"لا شرعية لوزيرة الثقافة" و" ثورة ثقافية .. حق" و"شعب بدون ثقافة كإنسان بدون لسان". كما طالب المحتجون في هذه الوقفة التي عرفت مشاركة مثقفون، برد الاعتبار للتراث الوطني وبحرية التفكير و كذا "فتح ملفات الفساد" بقطاع الثقافة. للاشارة، تم تأجيل المعرض حول "الطاحونة عبر التاريخ" الذي كان مقررا تنظيمه اليوم بالمتحف العمومي الوطني "أحمد زبانة" لوهران الى يوم السبت القادم بسبب هذه الوقفة الاحتجاجية.