دعت دول عربية وغربية إلى وقف فوري للعمليات القتالية حول العاصمة الليبية طرابلس، في حين عارضت ثماني دول عربية اجتماعا طارئا للجامعة العربية بشأن الهجوم المتواصل على طرابلس. فقد دعت فرنسا وبريطانيا ومصر والإمارات والولايات المتحدة وإيطاليا اول أمس إلى وقف فوري للقتال حول العاصمة الليبية، محذرة من محاولات "جماعات إرهابية" استغلال الفراغ السياسي في البلاد.وأكدت الدول الست -في بيان مشترك نشرته السفارة الأميركية بليبيا على موقعها الإلكتروني- قلقها الشديد من استمرار القتال، وحثت على العودة سريعا إلى العملية السياسية تحت رعاية الأممالمتحدة.كما دعت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى احترام كامل لالتزاماتها بالمساهمة في السلام، ومنع إرسال شحنات الأسلحة المزعزعة للاستقرار، وحماية موارد البلاد النفطية. وأعلنت تأييدها "الكامل" لمساعي التهدئة التي يبذلها مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، مؤكدة أن الوساطة الأممية تحتاج إعادة تنشيط من أجل دعم حكومة انتقالية تمثل جميع الليبيين، والاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وتسهيل توزيع الموارد بشكل عادل، والدفع باتجاه إعادة توحيد والمؤسسات الليبية ذات السيادة، وفق نص البيان. على صعيد آخر، عارضت ثماني دول عربية عقد جلسة طارئة لمجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية لبحث الحملة العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس، بحسب ما أعلن وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا محمد سيالة. وأضاف سيالة أن "مواقف كل من تونس والجزائر وقطر تعبر بصورة واضحة عن رفض العمل العسكري والعودة إلى العملية السياسية". كما قالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا على تويتر أمس إن المبعوث الخاص غسان سلامة التقى وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان في أبو ظبي، لبحث سبل وضع حد للقتال المستمر حول العاصمة الليبية. يشار إلى أن ليبيا الغنية بالموارد النفطية تعاني منذ 2011 من صراع على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق الوطني (غرب) والحكومة المنبثقة عن مجلس النواب بطبرق (شرق) الداعمة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وتشن قوات حفتر منذ 4 أبريل/نيسان الماضي هجوما للسيطرة على طرابلس، مما أسفر عن أكثر من ألف قتيل وخمسة آلاف جريح بحسب منظمة الصحة العالية، دون أن تحقق تقدما كبيرا.