استأنفت الصلاة عبر عديد مساجد ولاية ميلة وسط التزام ملحوظ بالتدابير الوقائية للحد من انتشار خطر فيروس كورونا المستجد و ذلك تنفيذا لقرار السلطات العمومية المتعلق بالفتح الجزئي لدور العبادة وفق شروط الوقاية من الجائحة. وقد سجل على مستوى مسجد الفتح بوسط مدينة ميلة الاحترام التام للمصلين خلال صلاتي الصبح والظهر لجميع إجراءات الوقاية بدءا بارتداء الكمامة وكذا إحضار السجادة الخاصة بكل مصلي. وفي هذا الصدد صرح إمام ذات المسجد خالد فضيل و علامات الغبطة بادية على وجهه، بأن المسجد كان "على أتم الاستعداد لاستقبال المصلين بعد أن تم تعقيمه وتحديد مكان كل مصلي مع ضمان مسافة التباعد الجسدي وكذا وضع كميات من الكمامات احترازيا، مع رفع جميع الكتب والمصاحف حتى لا يقترب منها المصلون وتكون سببا في انتشار الوباء. " وأضاف "كما تم أيضا بالمدخل الرئيسي للمسجد إتاحة معقم اليدين ومقياس حراري لقياس حرارة رواد المسجد قبل الولوج إليه". و أردف فضيل قائلا بأن "ما تم تسجيله من وعي والتزام من المصلين في أول يوم تفتح فيه بيوت الله بعد أشهر من الغلق يبعث على التفاؤل بتواصل فتحها"، موجها نداء للمصلين للتحلي بروح مسؤولية أكبر لتظل المساجد مفتوحة على الدوام. وببلدية المشيرة بأصى جنوب الولاية سجل بمسجد عثمان بن عفان توافد عادي للمصلين (كما كان الوضع عليه قبل الوباء) مع التقيد التام بالبروتوكول الصحي الوقائي الموصى به قبل دخولهم للمسجد "دون امتعاض أو تذمر." وهو ما أكده إمام المسجد فوزي بن يسعد الذي أفاد بأن " فرحة المصلين بعودة الحياة إلى بيوت الله بعد رفع عبارة الصلاة في بيوتكم من الآذان لا تضاهيها فرحة و لذلك فإن أية تدابير تدعم استمرارية فتح المساجد تظل مقبولة بالنسبة لهم"، متحدثا عن "الدور البارز لمصالح الحماية المدنية في هذا اليوم الأول من إعادة الفتح التدريجي للمساجد من خلال تقديم الإرشادات والتوجيهات للمصلين." أما من جانب المصلين، فقد أعاد قرار إعادة الفتح الجزئي للمساجد ابتداء من اليوم بعث الأمل في نفوسهم، كما أعرب عن ذلك فؤاد و الذي اعترف بالقول "لقد كنت متخوفا من عدم فتحها مجددا." وأجمع العديد منهم على أن "إقامة الصلاة جماعة و الدعاء بعدها يبعث الطمأنينة والثقة في النفوس لتجاوز محنة هذا الوباء والعودة للحياة العادية". واستنادا للمدير المحلي للشؤون الدينية والأوقاف، مسعود بولجويجة، تم اليوم فتح ما مجموعه 153 مسجدا أمام المصلين بالولاية لتوفرها على الشروط اللازمة لاستئناف الصلوات الخمس على مستواها وفي مقدمتها استيعاب أكثر من 1000 مصلي. وتحدث بولجويجة عن وجود طلبات لفتح العديد من المساجد التي تستوعب أقل من هذا العدد "و هي الطلبات التي سيتم عرضها على السلطات الولائية للفصل فيها".