أدى المصلون، منذ فجر أمس، صلاة الجماعة خلف الأئمة بالمساجد، بعد أكثر من خمسة أشهر، من توقف نشاطها، حيث حضرت "المساء"، أمس، أول صلاة ظهر بمسجد كتشاوة والمسجد العتيق بوسط العاصمة، حيث هب المصلون نحو بيت الله لأداء الفرض والفوز بأجر الجماعة، بعد حرمان طال عدة أشهر. وشعر المتصلون، خلال فترة الغلق، بأنهم غير مرتاحين، وأن عبادتهم ناقصة، حسبما عبّر عنه بعض المواطنين الذين التقيناهم، معبرين عن فرحتهم الكبيرة بإعادة فتح المساجد، داعين الله عز وجل أن يرفع هذا الوباء والبلاء، لتعود الحياة إلى طبيعتها. وما إن رفع المؤذن النداء لصلاة الظهر - بدون نطق عبارة "صلوا في بيوتكم"- حتى بدأ المصلون يهرعون نحو مسجد كتشاوة، قبالة ساحة الشهداء، على غرار باقي المساجد التي شملها قرار الفتح، وعددها 4 آلاف مسجد، عبر كل الولايات، حيث اكتفى المنظمون بفتح بوابات صغيرة، حتى يتحكموا في تسيير عملية الدخول، وسط إجراءات وقائية مشددة. ووقف بمدخل كتشاوة، مجموعة من المتطوعين والقيمين يوزعون الكمامات، ويتأكدون من اصطحاب المصلين للسجادات، حيث منعوا المواطنين الذين كانوا يبحثون عن مكان للوضوء، والذين لم يحضروا معهم سجادات، طالبين منهم مساعدتهم على احترام القواعد الوقائية، وعدم التسبب في إعادة غلق بيوت الله بمثل هذه التصرفات. وأدى المصلون صلاة الظهر، متباعدين عن بعضهم البعض، حسبما لاحظناه، حيث لم ينتظر الإمام، بعد انتهاء الأذان، إلا لحظات لتقام الصلاة، وكان حينها القائمون على مراقبة دخول المصلين يحرسون بوابة المسجد ينصحون مرتادي المسجد غير المتوضئين من عدم الدخول، لكون الميضآت مغلقة. كما عبّر بعض المصلين بالمسجد العتيق المجاور لكتشاوة، عن فرحتهم بعودة نشاط المساجد وصلاة الجماعة، داعين المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الوقائية، والتقيد بقواعد النظافة ووضع الكمامات وإحضار السجادات، متمنين أن تخف وطأة الوباء، وينعمون بصلاة الجمعة، بعد هذه الخطوة المباركة. رشيد كعبوب فيما شهدت بعض المقاهي نقائص في تنفيذها ... احترام تام لإجراءات الوقاية بمساجد وهران شهدت مساجد ولاية وهران، كباقي مساجد القطر الوطني التي استفادت من قرار الفتح أمام المصلين إقبالا كبيرا من المواطنين لأداء صلاة الظهر، بعد وضع كامل التجهيزات الخاصة بتدابير الوقاية من وباء كورونا كوفيد19، مع تسجيل تواجد كبير للجمعيات والتنظيمات التي ساهمت في مرافقة المصلين وتوفير المواد المعقمة والكمامات. وبلغ العدد الإجمالي للمساجد التي فتحت أبوابها أمام للمصلين بوهرا، 171 مسجد بعد إضافة 10 مساجد جديدة لقائمة المساجد المرخصة، والتي شهدت إقبالا من طرف المصلين الذين تقيدوا بإجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق منها بجلب السجادة الشخصية ولبس الكمامات والوضوء خارج المسجد، فيما عرفت جميع المساجد عمليات تعقيم ورفع السجاد ووضع مستلزمات التعقيم في متناول المصلين، فيما تطوع عدد من المحسنين بأجهزة الكشف عن درجة الحرارة والتي وزعت على المساجد وتكفل بها المتطوعون والجمعيات باستعمالها. وأكد إمام مسجد محمد بن عثمان الكبير بحي سيدي الهواري الشيخ طيب مهاجي، في تصريح ل"المساء" بأن المسجد التزم بالتدابير الوقائية واستفاد من دعم الجمعيات وأبناء الحي ومصالح البلدية، حيث تمت تغطية السجاد بالبلاستيك وغلق بيت الوضوء ورفع المصاحف وحجارة التيمم. كما وقفت "المساء" خلال صلاة الظهر على مدى احترام المصلين لتدابير التباعد خلال تأدية الصلاة بعد تحديد الأماكن بالشريط اللاصق، وكلهم أمل في أن يتم رفع الحظر عن كامل الصلوات في ظل التزام المصلين بالإجراءات الموصى بها. في المقابل شهدت العديد من المقاهي التي عادت للنشاط بعد حوالي 5 أشهر من الغلق احتراما نسبيا لإجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق منها بالتباعد وفرض وجود شخصين في كل طاولة، فضلا عن عدم وضع الملصقات التحسيسية وفرض الكمامات، فيما التزم بعضها كليا بهذه التدابير الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا، حيث وقفت "المساء" عند بعض الحالات التي شهدت تطبيق التباعد بين الطاولات ووضع المطهر والكمامات في مدخل المقهى، فيما تم إلزام العمال بوضع الكمامات والقفازات وتطهير النقود في مبادرة استحسنها المواطنون الذين توافدوا عليها. رضوان. ق