إنطلقت نهاية الأسبوع الماضي قافلة متعددة المهام نحو تجمعات البدو الرحل بالمناطق الحدودية لولاية النعامة للتكفل بانشغالاتهم في شتى ميادين الحياة. و ستستهل القافلة التي تنظم بمبادرة من لجنة السكان بمصلحة الوقاية لمديرية الصحة جولتها من بلدية القصدير الحدودية لتشمل فيما بعد مناطق نائية أخرى. وتضم القافلة طاقما طبيا وجمعيات تهتم بمحو الأمية و رعاية المرأة الريفية و التحسيس البيئي و مكافحة المخدرات وغيرها من الظواهر الاجتماعية. ويأتي نشاط القافلة المشكلة من سيارات ميدانية مجهزة بمعدات طبية يؤطرها أخصائيون و طاقم شبه طبي ونفسانيات في إطار تحسين العناية بالفحوصات الطبية والدورات الوقائية بالمناطق الرعوية التي تفتقر إلى مرافق طبية متخصصة . كما تتوخى الكشف عن بعض الأمراض كتسوس الأسنان وأمراض جلدية و إستعمال التحاليل المخبرية لتشخيص أمراض مزمنة لدى المسنين وسرطان عنق الرحم عند المرأة ومتابعة الحوامل وحملة للتلقيحات وإسداء نصائح حول الرضاعة الطبيعية و نصائح طبية للأم حول تغذية الطفل ونموه. وحسب بلعربي البشير مدير الصحة بالولاية فإن دور القافلة الذي سيمتد حتى نهاية الأسبوع القادم ليشمل مناطق نائية أخرى من الشريط الحدودي يهدف إلى تفعيل أنشطة الحركة الجمعوية في مجالات ترقية المرأة الريفية والإهتمام ببعض المظاهر السلبية التي تعيشها بعض الفئات من البدو الرحل كالأمية والفقر. وتقوم القافلة بعملية التحسيس حول الوقاية من الآفات الإجتماعية كالتدخين والمخدرات وا الإيدز و توعية الأولياء بضرورة عدم حرمان أبنائهم من مواصلة الدراسة و تشغيلهم في سن مبكر وتيسير سبل الوقاية من الأمراض وطرق مكافحتها . وأشارت فتيحة مكاوي رئيسة جمعية ترقية المرأة الريفية لولاية النعامة إلى أن مثل هاته الخرجات الميدانية من شأنها التقرب من المرأة الريفية و تفعيل دور الجمعيات التطوعي للنهوض بسكان الأسر الريفية و المرأة البدوية التي لا يمكن إغفال جهدها التنموي بالقرى والتي تحتاج إلى دعمها بمشاريع ومنحها قروض صغيرة تحسن مداخيلها إلى جانب حل المشكلات التي تواجهها سواء الاقتصادية أو الاجتماعية وفي مقدمتها قضية الأمية. وفي إطار ذلك الهدف تم العمل حسب نفس الناشطة الجمعوية على تدريب عدد من المرافقات بالوسط الريفي وصل عددهن حتى الآن إلى 24 مؤطرة جمعوية عبر 6 قرى ببلديتي القصدير و صفيصيفة الحدوديتين ينشطن وفق برنامج عمل في مجالات التحسيس و التوعية الصحية و التعليمية . كما يعملن حسب المتحدثة في مجالات أخرى منها التدريب والإرشاد الزراعي وتثمين المنتجات الفلاحية و الحرف و حصول المرأة على القروض بدون فوائد لإقامة مشروع يدر دخلا لمواجهة أعباء الحياة و تعزيز قدرات الإرتقاء بواقع المرأة لمعرفة حقوقها وواجباتها و محاربة الثقافة السائدة داخل الأسرة الريفية وحرمانها من التعليم وبالتالي الحد من إرتفاع نسبة الأمية بين النساء الريفيات.