تجسدت هذه السنة عدة عمليات تنموية بالبلديات النائية لولاية النعامة استهدفت تحسين الوضعية المعيشية لسكان القرى الريفية والتجمعات السهبية الرعوية، حسب مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية، وتتمثل هذه العمليات في أشغال تعبيد الطرقات وفتح المسالك لفك العزلة وضمان تغطية صحية جيدة وكذا تطوير مجال الطاقة. وشكل إعادة الاعتبار لمختلف شبكات الطرق البلدية وترميم وصيانة المسالك القروية أولوية كبرى ضمن المشاريع التي تجسدت هذه السنة بالنعامة، حيث تم التكفل ب 71 كلم تم تهيئتها وتعبيدها من مختلف المسالك والطرقات البلدية المصنفة وغير المصنفة المؤدية للتجمعات النائية التابعة لبلديات «صفيصيفة» بالجنوب الشرقي للولاية والقصدير التي تعد أقصى منطقة في غرب الشريط الحدودي للولاية إلى جانب فك العزلة عن القرى التابعة لبلدية «عسلة»، وحسب المصدر ذاته فإن 13 عملية تم تحقيقها واستلمت هذه السنة تتعلق بمجال فك العزلة عن المناطق النائية عبر البلديات الحدودية، كما حظي سكان المناطق النائية ببلديتي «القصدير» و«عين بن خليل» الحدوديتين بمرافق جديدة للرفع من نسبة التغطية الصحية من خلال فتح مؤسسة استشفائية جوارية وقاعتين للعلاج تم تزويدها بأطباء عامين وكذا القابلات مما سمح بالتقليص الكبير لظاهرة الولادات خارج الوسط الصحي، وفي مجال الطاقة فقد مكنت تلك العمليات المستلمة من زيادة نسبة التغطية الكهربائية بالقرى النائية باعتماد تقنيات الطاقة الشمسية بالنسبة لسكان الخيّم من الموالين المنتشرين بمراعي الولاية الشاسعة وتوفير توصيلات بشبكة خطوط الضغط المتوسط والمنخفض ل 69 عائلة من خلال تشغيل 6 مراكز ريفية جديدة بهدف بعث النشاط الفلاحي بهذه المناطق وتثبيت السكان في أماكنهم وخلق مناصب شغل جديدة. ويعد السكن الريفي أحد الركائز الأساسية في عملية الاستقرار لهؤلاء السكان، حيث قدمت العام الجاري نحو174 إعانة للبناء الجديد عبر 5 مواقع لتمركز القرويين بثلاثة بلديات: «عسلة» و«مكمن بن عمار» و«جنين بورزق»، كما خصص لقطاع التعمير وإتمام أشغال التهيئة الحضرية بالمناطق الريفية المستهدفة بهذه المشاريع لتوفير إطار معيشي ملائم للسكان غلاف قيمته 96 مليون دج لإنجاز أشغال الربط بشبكة التموين بالمياه الشروب لفائدة 540 عائلة تقطن بخمسة قرى تابعة لبلدية «القصدير» كانت تعاني من اضطرابات دورية في مجال التزود بالمياه كما خصص مبلغ 33 مليون دج لإتمام إنجاز مرافق تربوية بطور التعليم الابتدائي وتوسيع الإنارة العمومية عبر أحياء التجمعات السهبية النائية. مشاريع ضخمة لتعويض المنشآت القاعدية المتضررة من الفيضانات باشر قطاع الأشغال العمومية بالنعامة في تجسيد علميات تخص تعويض منشآت قاعدية تضررت بفعل الفيضانات التي اجتاحت المنطقة خلال السنتين الأخيرتين، حسب مصالح القطاع، وأوضح مسؤول القطاع أن نهاية السنة المقبلة تعد آخر أجل لاستلام 32 عملية في هذا الخصوص والتي رصد لها غلافا ماليا قيمته 2.1 مليار دج وتتوزع عبر 8 بلديات بالولاية، وستمكن هذه العمليات التي انطلقت أشغالها مؤخرا من تعويض عدة جسور وصيانة مقاطع كبيرة من شبكات الطرقات الوطنية والولائية والبلدية التي تضررت من سيول الأودية إلى جانب حماية هذه المنشآت ومحاور الطرق من أخطار الانجراف، وتشمل هذه العمليات التي تتراوح نسبة تقدم أشغالها ما بين 5 و 12 بالمائة إنجاز 3 جسور عبر الطريق الوطني رقم «6» ومنشأة فنية جديد ة لتعويض جسر «خناق الطيب» المنهار بسبب فيضان «وادي مسيف» ببلدية «عسلة»، وفضلا عن عملية إنجاز جسور جديدة بنقاط تقاطع الطرق الوطنية بمجاري الأودية يجري تأهيل 10 كلم من الطريق الوطني رقم «47» وإنجاز طريق اجتنابي بالمدخل الجنوبي لبلدية «عسلة» بطول 8 كلم فضلا عن القضاء على نقاط سوداء يسببها عبور «وادي الرثم» في نقاط تقاطعه مع الطريق الولائي رقم «3» بالإضافة إلى وضع قنوات لتصريف المياه وأشغال حماية على مستوى عبور «وادي كسو» للطريق المؤدي لقرية عين ورقة، ومن بين هذه العمليات أيضا توسيع وحماية معبر مرور «وادي حجاج» ببلدية «تيوت» وإنجاز قنوات تصريف مياه السيول وتهيئة مقاطع متضررة عبر الطريق الوطني رقم «22» والطريق الولائي رقم «5» وإنجاز منشأة فنية بمنطقة «بلحنجير» وترميم المسلك البلدي الرابط بين منطقة «الدزيرة» و«العين الصفراء» الذي يتدفق عبره «وادي المويلح»، ومن شأن هذه المشاريع التي تم تدارك تأخر انطلاقها من خلال تجنيد وسائل إنجاز لشركات وطنية كبرى متخصصة في منشآت قطاع الأشغال العمومية حماية شبكة الطرقات من سيول الأودية الجارفة وضمان تفادي تكرار الانقطاعات بالولاية التي تنجم عن تساقط غزير للأمطار الرعدية وفيضان الأودية وسوء الأحوال الجوية على مستوى المحاور الرئيسية لشبكة الطرق بالولاية، وستسمح هذه المنشآت التي يجري تعويضها بتسهيل سيولة حركة المرور وفك الخناق على مستوى الطريق الوطني رقم «6» وصيانة وتحديث المحاور القديمة بمختلف أصنافها بعد أن ازدادت نسبة تدهورها بفعل الفيضانات الأخيرة ومخلفاتها.