شنت وسائل الإعلام الأردنية حملة شرسة ضد الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، وطالب الشريف محمد علي الحسني رئيس الرابطة العلمية العالمية للأنساب الشرعية للهاشميين الرئيس مبارك بفتح باب التحقيق مع هيكل بتهمة 'خيانة الأمانة والعمل على تشويه سمعة الهاشميين والملوك الذين حكموا الأردن'.وقال الحسني في برقية أرسل بها لمبارك: لقد خان هيكل الأمانة واتهم أشراف الأردن ورموز الهاشميين بأنهم يظهرون على خلاف ما يبطنون وذلك حينما اتهم زعماءهم بأنهم ارتبطوا بعلاقات سرية مع زعماء بني صهيون وبعيداً عن أعين الجماهير ووطدوا علاقاتهم برؤساء الحكومات الإسرائيلية. واتهم الشريف هيكل بأنه 'لم يتحل بالصدق الذي هو أهم ما ينبغي على المؤرخ أن يمتلكه، فقد خان الأمانة وذلك حينما قام بالاستيلاء على وثائق حصل عليها على سبيل الأمانة من الشيخ عبد العزيز التويجري نائب رئيس الحرس الوطني السعودي الذي توفي قبل عامين'. وأشار إلى أن ما فعله هيكل لايمكن بأي حال من الأحوال أن يقع تحت طائلة المشروع في مهنة الصحافة أو الإنفراد الصحافي، فهو لم يستأذن في الحصول على نسخ من تلك الوثائق أو تصويرها، فضلاً عن كونه قام بتشويه ما لديه من معلومات وفبركة الكثير من الأحداث. وأعرب عن صدمته لأن الكاتب الكبير فضل في كثير من الأحداث الاستدلال بالموتى من أجل أن يؤكد صدق رواياته وهو يعلم أن الموتى لا يمكن ان يكذبوه بأي حال من الأحوال ولكن الله العزيز القدير حي لا يموت. وقال الشريف: كنا نربأ بكاتب في حجم هيكل أن يلجأ لأساليب يتعفف عنها شباب الكتاب والصحافيين. وتوسعت قاعدة الهجوم الإعلامي الأردني تدريجيا لتشمل محطة 'الجزيرة' نفسها وأحيانا راعيها القطري، وكذلك مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر، وسط حالة استياء عامة مما قاله هيكل عن الملك الراحل حسين بن طلال، فيما شنت بعض الأقلام هجوما قويا على الصحافة الكويتية أيضا بعد نشر أخبار اعتبرت مسيئة لمشاعر الأردنيين وعن قصد. ورأى الكاتب في صحيفة 'الغد' محمد أبو رمان ان ما قاله هيكل والرد عليه يشعر الأردنيين بالأسى بسبب عجز المؤسسات الإعلامية والثقافية الوطنية والإفقار الواضح لها من الطاقات والمواهب المبدعة إداريا وإعلاميا. وكان الحسني قد أعرب وسط حشد من رجال الدين بينهم شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ومحمود عاشور وكيل الأزهر السابق وقيادات من وزارة الأوقاف وعلماء الأزهر ووفود من علماء المسلمين في القاهرة الذين حضروا مؤتمر الأشراف الذي عقدت جلساته على مدار اليومين الماضيين عن صدمته لما قام به الكاتب الأكثر شهرة في سماء الصحافة العربية. وكان هيكل قد شن هجوماًَ على ملوك الأردن في برنامجه ذائع الانتشار الذي يقدمه في قناة الجزيرة نهاية الأسبوع الماضي، واتهمهم بأنه كانت تربطهم علاقات بالكيان الصهيوني بعيداً عن أعين شعوبهم. وقد صعد الحسني من هجومه على هيكل حيث اعتبر هجومه يحمل اتهاما بالعمالة لنسل نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. واعتبر الاتهامات تسيء للنبي نفسه، وطالب بضرورة التحقيق فيما ورد من معلومات وصفها بالكاذبة على لسان هيكل. جدير بالذكر أن هيكل كان قد حصل على تلك الوثائق من عبد العزيز التويجري الذي كان قد طلب منه كتابة مقدمة كتابه الشهير والذي ظهر قبل موته بعنوان 'لسراة الليل هتف الصباح..الملك عبد العزيز.. دراسة وثائقية'. ويتهم بعض الهاشميين هيكل بأنه يستحوذ على العديد من الوثائق الهامة الخاصة بهم والتي كان قد جمعها منذ فترة من الوقت. ويقول مراقبون ان العديد من تلك الوثائق التي يمتلكها الكاتب الأشهر لها علاقة بالعديد من الأنظمة العربية وان كثيرا منها يحمل عنوانا سريا للغاية. جدير بالذكر أن دار الوثائق المصرية تطالب هيكل بتسليم ما لديه من وثائق خاصة يقدر عددها بالآلاف، وكان قد حصل عليها خلال حقبة الخمسينات والستينات من القرن المنصرم من خلال العلاقة القوية التي كانت تربطه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وبعض تلك الوثائق خاص بثورة يوليو وكثير منها خاص بحكم الملكية الذي عرفته مصرمن قبل.جدير بالذكر أن قانونا جديدا قيد التطبيق يضع عقوبات لمن لديه وثائق حكومية أو تاريخية ويرفض ان يسلمها للدولة، ويطالب العديد من المؤرخين بضرورة تغليظ العقوبة والحكم بالسجن على من يرفض تسليم تلك الوثائق. غير أن العديد من المراقبين يرون أن تلك الوثائق التي بحوزة هيكل هي في أمان تام وأنها سوف تتعرض للضياع إذا ما قام بتسليمها لوزارة الثقافة شأن آلاف الوثائق التي كانت بحوزة جهات حكومية قبل أن يتم تهريبها وبيعها في الخارج على مدار السنوات الماضية.سعاد طاهر / م