روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى رضي الله عنه إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ: أَعَائِداً جِئْتَ أَمْ شَامِتاً؟ قَالَ: لاَ بَلْ عَائِداً. فَقَالَ لَهُ عَلِىٌّ رضي الله عنه: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِداً فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِى خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمَسِىَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ). وعَنْ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَادَ مَرِيضاً خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا). مما لا شك فيه أن عيادة المريض واجبة إذا كان من الأقارب والأرحام والجيران وهي حق من حقوق المريض, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست -ثم ذكر منها- إذا مرض فعُده). ويقول أيضاً: (عودوا المريض), والعيادة سنة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها وأن يزور المرضى من المسلمين في بيوتهم وفي المستشفيات وفيها أجور عظيمة, فعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة) قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: (جناها) وقال أيضاً: (ما من مسلم يعود مسلماً مريضأ غدوة –يعني في أول النهار- إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي, وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة) رواه الترمذي وحسنه، وعند أبي داوود وفيه (ويستغفرون له), قال ابن الأثير: الخريف الثمر الذي يخترف أي يُجنى ويقطف, ويقول عليه الصلاة والسلام: (من عاد مريضاً أوزار أخاً له في الله نادى مناد: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً).