شكل موضوع حماية الثروة و التنوع البيولوجي و متابعة إستكشاف الثرات الطبيعي و تسيير المناطق المحمية بالهضاب العليا محور ملتقى علمي نظم بالنعامة من قبل الجمعية العلمية للشباب "إكتشاف الطبيعة". ويأتي هذا اللقاء بمناسبة إنهاء الجمعية لمشروع الإتحاد الأوروبي لنشر الوعي البيئي داخل المحمية الطبيعية السهبية لبلدية صفيصيفة وحضره مختلف المعنيين المحليين بتقديم عرض حول مشروع ترسيخ الثقافة البيئية الذي نفذته الجمعية. ويعد مشروع التربية البيئية بالمحمية السهبية لصفيصيفة ثالث مشروع تجسده الجمعية المذكورة التي أسست منذ 19 سنة ليضاف إلى مشروعين آخرين بكل من غابة سنالبة بولاية الجلفة و حماية الأحياء المائية و النظافة الشاطئية عبر 10 كلم من الساحل الجيجلي كما أوضح العربي ميلود أمين عام الجمعية . وقد مكنت تدخلات الجمعية خلال الفترة الممتدة ما بين أفريل 2008 و مارس 2009 ضمن المشروع المذكور من تكوين 27 مرشدا للتوجيه التربوي البيئي ووضع إشارات توجيهية لتشجيع السياحة البيئية و نظافة المحيط و محاربة الرعي الجائر عبر الفضاءات السهبية وإستحداث نادي إيكولوجي مجهز بوسائل الإستكشاف و النشاطات البيداغوجية الأخرى ويضم 120 طفلا من أبناء القرى السهبية لصفيصيفة . كما قامت الجمعية بغرس أزيد من 1000 شجيرة من أنواع الصنوبر الحلبي و الصفصاف والطلح و السرو لحماية التربة من الإنجراف و التصحر و إنشاء بوابة إلكترونية تضم بطاقية إحصائية حول النباتات الطبية و العلفية و العطرية و الحيوانات البرية و الزواحف بمناطق النفيخة و رويس الجير و الغابة المتحجرة بأولقاق بالشريط الحدودي من طرف الخبير في البيولوجيا بوروري لخضر و تدعيم متحف الديناصورات بملصقات من الحجم الكبير للتعريف بالبقايا المتحجرة و النباتية و الحيوانية المكتشفة بتلك المناطق . وتنوي الجمعية مواصلة العمليات التحسيسية تلك بإقتراحها لمشروع سيمتد خلال الخمس سنوات المقبلة من أجل الوصول إلى ديمومة نشاط التوعية وحماية حقيقية للتراث الطبيعي لتلك المنطقة حسب رئيسها بوزنون فرحات الذي أضاف أن المنظمات غير الحكومية و الجمعيات البيئية أصبحت "شريكا فاعلا إلى جانب السلطات و أصحاب القرار عبر العالم لأنها تقوم بدورفعال لحماية رأس مال كوكبنا المتمثل في رصيد بيولوجي نتج عن 3 مليارات عام يتشكل من 15 مليون نوع من الكائنات الحية" . وإعتبر مدير البيئة بالولاية في تدخله بعد العرض أن حماية منابع الحلفاء المتدهورة عبر مساحة 436 ألف هكتار بولاية النعامة وكذا نبتة الشيح المرافقة لها و معالجة مناطق زحف الرمال بأصناف الشجيرات كالفستق الأطلسي المقاومة للجفاف علاوة على توسيع الحظائر و محميات القنص و محميات التربية و التوطين بالولاية أصبح ضرورة ملحة للحد من الأخطار المحدقة بالبيئة السهبية التي تمثل فضاء شاسعا على مساحة تفوق 20.319 كلم مربع بالولاية. وذكر اطار بمحافظة الغابات أن آخر فصيلة من الفهد الإفريقي إنقرضت سنة 1954 وكانت موجودة بمنطقة عين مقطع دلي بالنعامة مبينا أن التنوع المناخي والطبيعي من سهوب و جبال و صحراء الولاية يتيح عيش العديد من الأحياء التي تم إحصاؤها عبر السهوب الحدودية والمناطق الرطبة المصنفة و حظيرة جبل عيسى ومنطقة جبال القصور جنوبا . ومن تلك الأصناف الحيوانية أشار نفس المتحدث إلى وجود 12 نوعا محميا من الزواحف أبرزها الضب و الحرباء و الحيات و حيوانا ت فرت إلى أعماق الشريط الحدودي بسبب ملاحقتها إلى ملاجئها كالغرلان والأرانب و الثعالب و إبن آوى والوعل و الأيل البربري وتم تصويرها فوتوغرافيا بجبل عيسى و صفيصيفة و القعلول وغيرها. وتتوفر المنطقة - كما أضاف المتحدث- على 5 إلى 7 آلاف طائر مائي مهاجر تأوي موسميا بالمناطق الشبه رطبة و السبخات و الشطوط منها القانقا و الغرنوق وطادورن كازاركا و نسر الهضاب و دجاج الماء والهدهد وغيرها . كما اشار الى ان مساحة تقارب 30 ألف هكتار من الحلفاء تم حمايتها مؤخرا وتعطي نتائج جيدة لإعادة نمو ذلك النبات الذي يعد مصدرا أوليا هاما في تثبيت التربة وصناعة الورق و الحرف التقليدية