شكل موضوع المحميات الطبيعية ودورها في المحافظة على التنوع البيولوجي هذا الخميس محور يوم دراسي لدعم برامج نشاط الجمعيات البيئية الخاصة بتثمين الموارد الطبيعية وحماية الأصناف النباتية و الحيوانية المهددة بالانقراض بمناطق السهوب الشبه قاحلة. ونشطت هذا اللقاء الدراسي الذي نظمته مديرية البيئة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي باحثة في البيولوجيا من معهد علوم الأحياء و الأرض بوهران وإطارات علمية من المعهد التقني لحماية الموارد البيئية و البيولوجيا لجامعة تلمسان . وتم التاكيد خلال اللقاء التي حضوره جمعيات فاعلة في البيئة ومنشطي النوادي الخضراء بالمدارس أهمية المحميات الطبيعية في الحفاظ على التوازن الإيكولوجي والقوانين و الميكانيزمات الخاصة بحماية التراث الثقافي والحضاري و التاريخي للمناطق ذات البعد البيئي. ونظمت على هامش هذا اللقاء ورشة تكوينية مفتوحة لتوعية منخرطي شبكة نوادي حماية البيئة بمناطق الهضاب العليا بطرق المحافظة على الثروات الطبيعية بالمناطق ذات الأهمية البيولوجية و الإيكولوجية ومساهمة ذلك في تنمية السياحة البيئية بعرض نماذج لمحميات أنشأت عبر حوض الدايرة و البحيرة القارية لعين ورقة والعرقوب بالمسيلة وواحة تاغيت ببشار وركزت العروض الوثائقية التي قدمتها محافظة الغابات لولاية النعامة على التنوع البيولوجي عبر المواقع الرطبة المحمية التي تأوي إليها الطيور المهاجرة بالولاية علاوة على تصنيف و تحديد الثروة الحيوانية في طريق الزوال بالولاية كطائر الحبار و النسر و الفنك و الأروي و السنجاب البربري و إبن آوى و غيرها وكان موضوع مكافحة التصحر محور اهتمام المحاضرين ونشطاء الحركة الجمعوية والذين ركزوا على أهمية توفر قاعدة معلوماتية واسعة عن العوامل المساعدة على توسع التصحر و تأثيراته بالمراعي كالمعلومات المناخية وسرعة الرياح ودراسات تخص الغطاء النباتي وحالة التربة و الأنواع العلفية و الغابية التي تلائمها وحمولة المرعى من المواشي و حماية الحرف وموارد دخل المحليين من السكان والتنسيق بين القطاعات ومعاهد البحوث لإنجاز مشاريع مكافحة التصحر. وحول نفس الظاهرة أجمع الحضور على أهمية رفع مستوى وعى السكان المحليين باحترام نظام المحميات و غراسة الشجيرات الرعوية للحد من تفقير الأراضي من الغطاء النباتي وتأثيراته علي البيئة و التنوع الحيواني و النباتي و الموارد المائية وعلى نمط الحياة الاجتماعية . وقد تطرق رئيس جمعية ترقية و حماية البيئة بولاية النعامة السيد بن دحو في هذا اللقاء إلى إشكالية التحديد العشوائي للأراضي العرشية والرعي المتكرر بنفس الرقعة عبر الفضاء السهبي بمناطق الهضاب العليا للوطن الممتدة علي مساحة 32 مليون هكتار منها 13 مليون هكتار تقلص مردود الوحدات العلفية عبرها بأقل من 50 وحدة علفية للهكتار لكل عام وأصبحت لا تلبي إلا 25 بالمائة من احتياجات الماشية مما أجبر المربي على احتراف أنشطة أخرى. ومن جهته ذكر ممثل المحافظة السامية لتطوير السهوب بالمشاريع الجاري إنجازها بتقنيات بسيطة وفي مدة قصيرة بإدماج اليد العاملة المحلية ومواد أولية بسيطة لإعادة التوازن للأنظمة البيئية المتدهورة والحفاظ على المواد الطبيعية للمراعي كتهيئة المحميات الرعوية و غراسة الشجيرات العلفية و استغلال المياه السطحية و تكثيف الإنتاج العلفي لتقليص الضغط على المراعي المتدهورة والحفاظ على السلالات ذات الجودة العالية وحمايتها من الأمراض الحيوانية وتكثيف نقاط المياه من أجل توريد الماشية واستفادة الوسط الريفي من استعمال الطاقة الشمسية و فك العزلة و دعم نشاطات المرأة الريفية .