تعيش 64 عائلة متكونة من أزيد من 1000 فرد يقطنون بمركز عبور سونلغاز ببلدية حسين داي الكائنة شرق العاصمة حالة من الغضب والسخط بسبب الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ أزيد من نصف قرن وسط الفقر وانعدام ظروف الحياة ويعود السبب حسب هؤلاء إلى السلطات المحلية المتعاقبة والحالية التي لم تعر قضيتهم أي اهتمام بالرغم من عملها بالوضعية الكارثية التي يعيشونها في تلك السكنات.وحسب ما أدلى به القاطنون بذات الحي فان معضلتهم مع هذا المكان عمرها أزيد من نصف قرن غير أنها تزداد تفاقما بسبب سياسة "اللامبالاة " المنتهجة من طرف مسؤوليهم الذين لم يبدوا أي استعداد لمساعدتهم رغم عملهم بالقذارة التي يعيشونها والحرمان الذي يعانون منه في ظل غياب أدنى شروط الحياة التي صعبت عليهم العيش في تلك السكنات التي تشبه لحد بعيد الإسطبل نظرا لافتقارها شروط العيش الكريم،هذا من جهة ومن جهة أخرى وجدوا أنفسهم وعلى مدار سنوات طويلة في مواجهة خطر الموت الذي يتربص بهم من كل ناحية نظرا لتفاقم المشاكل التي يعانون منها والتي فرضت عليهم بعد أن فشلوا في إيجاد مسكن لائق البحث عن بديل والذي وجدوه في مساحة معتبرة من مركز عبور سونلغاز الذي تحول إلى مسكن يأوي العديد من العائلات ويفتقر لأدنى شروط الحياة بداءا بمشكل البيوت المشيدة بالطريقة العشوائية التي تفتقر لمعايير السكن اللائق لاسيما أمام صفيح القصدير الذي زاد الجو برودة خاصة في فصل الشتاء أين تتحول المنزل إلى برك للمياه مثلما حدث معهم مؤخرا ومع سكان ذات الحي الذين وجدوا أنفسهم تجرفهم المياه إلى الخارج التي كادت تقتلهم لولا تدخل الجيران الذين استطاعوا أن ينقدوا أرواحهم.غير أن المشكل لازال على حاله والرعب لازال يسكن وصال سكان الحي،هذا ناهيك عن ضيق السكنات التي تشبه علب الكبريت التي لاتتسع حتى لأثاث فما بالك بعشر أفراد يقطنون غرفة واحدة ويتبنون نظام الدوام في النوم الذي اثر سلبا على وضعهم المعيشي لا سيما على الشباب الذين لجؤوا إلى دخول عالم الانحراف من بابه الواسع لتفريغ مكبوتاتهم تارة بين الإدمان وتارة أخرى بين الكتابة على جدرانها التي توحي معظمها بالوضع المزري الذي يعيشه هؤلاء. ولم يقتصر معاناتهم عند هذا الحد بل تعدتها لتصل إلى مشكل الرطوبة العالية التي تعم جل أرجاء المكان والتي أدت إلى إصابة الكثير منهم بأمراض صدرية وتنفسية خطيرة كادت تؤدي بحياة الكثيرين خاصة أمام الروائح الكريهة المنبعثة من المفرغة المجاورة التي تحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي . لذا أمام تفاقم الوضع بالحي المذكور سالفا، يناشد سكانه التدخل العاجل لسلطاتهم من اجل إيجاد حل لجملة من المشاكل التي يتخبطون فيها.ومن جهته ،رئيس بلدية حسين داي أكد أنه لم يعدهم ولا يستطيع أن يعدهم بالترحيل غير انه قام بطرح قضيتهم على الوالي المنتذب الذي أكد النظر فيها في القريب العاجل. مريم/ع