يشكل متحف وحدة البحث في المناطق الجافة لمدينة بني عباس (الواقعة 264 كلم جنوب مدينة بشار) إحدى الفضاءات النادرة على المستوى العالمي حيث يسمح للزوار بالتعرف على التاريخ الجيولوجي و الثروة النباتية و الحيوانية للمنطقة الصحراوية. وقد أنشئت هذه الهيئة -التابعة لجامعة الجزائر العاصمة- في مطلع الاربعينيات من القرن الماضي بغية دراسة المناطق الجافة وهي مهمة يقوم بها لحد اليوم باحثون جزائريون من مختلف الجامعات و المعاهد المتخصصة للبلاد. ويشتمل هذا المتحف على قاعات تخص مجموعة من الحيوانات الصحراوية خاصة منها الثدييات و العصافير و الحشرات و الزواحف البعض منها انقرضت الى جانب معارض مخصصة للنباتات و الصناعة التقليدية الصحراوية. وخصصت قاعة من المتحف للجيولوجيا و المعادن و الصخور التي تتوفر عليها المنطقة على غرار الجبس و الأملاح المعدنية و النحاس و الحديد و مختلف أصناف الخشب و المرجان. وتعود معظم الأصناف الحيوانية و النباتية المعروضة بمتحف بني عباس الى العهد القديم كما أشار الى ذلك مسؤولو هذه الهيئة التي تستقبل سنويا آلاف الزوار خاصة خلال الفترة السياحية الصحراوية. وتشكل قاعة ما قبل التاريخ الجناح الآخر للمتحف الذي يعد كذلك سلسلة من الأدوات تعود الى العهد القديم و العصر الحجري الحديث كتلك الآلة المستعملة في نحت الأحجار و الفأس والفخار وغيرها التي تشهد عن تواجد الانسان بالمنطقة منذ العهود القديمة. وعلاوة على الخدمات التي يقدمها للباحثين و الطلبة يلعب هذا المتحف دورا بيداغوجيا لفائدة تلامذة منطقة بني عباس و مختلف مدن ولاية بشار حيث تنظم باستمرار زيارات بهذه الهيئة تهدف الى تعميق معارفهم في تاريخ الصحراء و الدراسات المنجزة حول المناطق الجافة. وللاشارة فقد تم برمجة عملية لرد الاعتبار لمتحف بني عباس حيث من المرتقب أن تنطلق أشغالها قريبا بدعم من وزارة الطاقة والمناجم و الوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية.