في سفح الأطلس الصحراوي و بمفترق الطرق من الشمال الى الجنوب ، و من الشرق إلى الغرب ، تتمركز الجلفة بين أحضان السهوب الوسطى عند التحام الصحراء بالهضاب العليا ، هناك حيث ضربت الشمس موعدا لها مع الفضاءات الفسيحة، و لا تبعد إلا بحوالي 300 كلم جنوب العاصمة الجزائرية. . تتكون ولاية الجلفة من تتابع لمنخفضات نوعا ما منغلقة تتصاعد تدريجيا ما بين 650 إلى 1200 م علوا قبل أن تنحدر إلى منخفض وادي جدي الذي يمثل الحدود الطبيعية للمناطق الصحراوية و يمكننا أن نلاحظ عددا من أشكال التضاريس كلما اتجهنا إلى الجنوب بالاتجاه شمال-جنوب. . أنواع التضاريس : 1- منطقة الهضاب العليا تغطي منطقة الهضاب العليا مناطق عين وسارة، حاسي بحبح و المنطقة السهبية لمسعد . فالسلسلة الأولى التي تواجهنا هي منخفض واسع و المسمى هضبة عين وسارة و المتواجدة في شمال الولاية و هي تمتد على مساحة تقدر ب 500.000 هكتار و يصل علوها ما بين 650 و 800م. هذه الهضبة تلي مباشرة سلسلة جبال الأطلس التلي في الشمال و تأتي قبل منخفظ شطوط الزهرز الغربي و الزهرز الشرقي التي تتواجد بوسطها تلال ذات مواصفات موحدة : فهضبة عين وسارة تندرج في ثلاث نواحي منفصلة ، تلال كثيرة الانجراف، وادي الطويل في الغرب، هضبة البيرين في الشرق و أخيرا هضبة عين وسارة بالوسط. . 2- منطقة الشطوط: السلسلة الثانية للتضاريس باتجاه الجنوب و التي تلي منطقة الهضاب العليا هي منطقة منخفضات شطوط الزهرز الغربي و الزهرز الشرقي التي تتواجد في الناحية الشمالية للأطلس الصحراوي ، تكون هذه الشطوط حوضا كبيرا مغلقا محدودا بالهضاب بخط رؤوس الجبال التي تسمى الإنكسار الأطلسي و هي تمتد من منطقة كاف البخور ( حاسي بحبح بعلو 920م بالغرب إلى غاية جبل زنزاش ( حد الصحاري) بعلو 1411 م بالشرق و هذا الحوض ينقسم إلى منخفضين صغيرين التي من ناحيتها السفلى محتلة بسبخات ، بالنسبة للزهرز الغربي فهو على علو 820م ، بالنسبة للزهرز الشرقي فهو على علو 750 م . 3- المنطقة الجبلية : فهي منطقة متجهة شمال-غرب/ جنوب-شرق على مسافة 400 كلم طولا و 15 كلم عرضا و تتكون من عدة وحدات مرفولوجية (جبال بأشكال مثنية) و من أهمها جبل الصحاري بعلو يصل إلى 1544 م. . 4- منطقة الضايات: تتمثل منطقة الضايات في عدة أحواض تحتفظ على مستواها ببعض من النسبة من الرطوبة تساعدها على بقاء النباتات. تتواجد هذه الأحواض أو الضايات في الناحية الجنوبية من الولاية بدائرة مسعد. و هذه المجموعة من التضاريس تتكون من الهضبة الصحراوية الواسعة في المنخفض المتكون من وادي جدي في جهتها الشمالية التي تكون الحدود الطبيعية للصحراء. . تتوفر ولاية الجلفة على أهم ثروة غابية في الأطلس الصحراوي . تمتد غابة سنالبة على مساحة 19.800 هكتار نحو الغرب . تمتد على سفح جبل سنالبة الطي يعتبر من أهم جبال أولاد نايل ( الأطلس الصحراوي). تمثل الأعالي الأكثر علوا باتجاه جنوب –غرب نحو الشمال الشرقي بعلو يصل إلى 1489 م بجبل حواص و المستوى الأدنى يصل إلى 1220 م و أقصى انحدار يصل إلى 300 م. . إن هذه الغابة تلعب دورا من أهم الأدوار من الناحية البيئية و الحفاظ على التوازن الطبيعي و مهمتها الأولى هي الدفاع عن المناطق صد التصحر من ناحية وضعيتها بالأطلس الصحراوي و هي آخر جدار ضد امتداد التصحر الذي يهدد من سنة إلى أخرى المناطق الخصبة بالشمال. كما تلعب دورا اقتصاديا في إنتاج الخشب التي يصل إنتاجها إلى 9000 م 2 . . الخصوصية الاقتصادية : إن ولاية الجلفة هي في الأساس ولاية سهبية ، فلاحية رعوية تتميز بثروتها الحيوانية و تتوفر على ثروات طبيعية هامة أين يبقى استغلالها مفتوحا على المستثمرين المهتمين لاستغلالها كما هي ( أملاح ، رمل للبناء) أو بعد تحويلها ( حصى الطرق ) أو كمادة أولية للصناعة ( معمل إسمنت، قرميد، زجاج ). . تتميز الفلاحة في ولاية الجلفة بسيطرة الشكل الرعوي عليها و هي تكون القاعدة الاقتصادية للمنطقة على سبيل المثال فإن الفلاحة بما فيها تربية المواشي تشغل 59.335 ساكن تمثل 37,67 % من سكان الولاية. كما تمتع المنطقة بإمكانية تنمية فلاحية كثيفة و حديثة بإنتاج الكلاء لتغذية الماشية و إنتاج زراعة البقول التي كانت لها إنتاجية عالية أهم رموز المنطقة : من أهم رموز منطقة الجلفة هي محطات النقوش الصخرية و من أهمها محطة زكار و عين الناقة التي يتواجد بها نقش العاشقان الخجولان زيادة على رمز الخيمة النايلية المعروفة بها المنطقة و بألوانها الحمراء و السوداء رمز الضيافة و الكرم. . أهم المدن الرئيسية : عين وسارة في الشمال ، مسعد في الجنوب و حاسي بحبح في الوسط إلى جانب مدينة الجلفة طبعا و مجموع سكان هذه البلديات يفوق 50 % من سكان الولاية. الغابات : تتوفر ولاية الجلفة على ثروة غابية من أهم الغابات للهضاب العليا على المستوى الوطني. فهي تقوم بدور الحماية ضد التصحر وهي آخر قلعة للحماية ضد تقدم الصحراء. . المؤهلات و المواقع السياحية: تمثل ولاية الجلفة تنوعا جهويا يتميز بخصوصيات المناخ و التضاريس و بخصوصيات الأرضية. فهي تتميز بعدة مواقع سياحية مختلفة و ثروة كبيرة في الميدان السياحي. و يمكن ملاحظة عدة مساحات لثروات طبيعية و مواقع أثرية متميزة في منطقة الجلفة. . المناطق الطبيعية: يوجد في ولاية الجلفة تباعا من الشمال إلى الجنوب، الكثبان الرملية ، غابات الأطلس الصحراوي و هضبة ما قبل الصحراء في جنوب البلاد و أهم المواقع الطبيعية هي : 1. غابة سنالبة : تتواجد غابة سنالبة على بعد حوالي 5 كلم في الشمال-الشرقي و تمتد على مساحة تقدر ب 19.500 هكتار نحو الغرب . تمتد على سفح جبل سنالبة الذي يعتبر أهم سفح لجبال الأطلس الصحراوي ( أولاد نايل). تمثل الجبال الأكثر علوا، متجهة شرق- غرب نحو الشمال الشرقي بعلو يصل إلى 1489 م بجبل حواس و المستوى الأقل علوا يقع على 1220 م و أقصى الانحدار يصل إلى 300 م. صورة الغابة المحاذية لمدينة الجلفة تتواجد غابة سنالبة في منطقة شبه جافة بتوجه بارد ( صيف حار جدا و جاف ، شتاء بارد و قارص) يمكن أن تصل الدرجة الأدنى إلى ناقص 08 درجات و الأقصى إلى 35 درجة . تتساقط 308 م من الأمطار كمعدل سنوي عموما منتظمة طيلة السنة إنّ وضعيتها الجغرافية و مساحتها و أهميتها العلمية و البيئية و تضاريسها و مناخها الجزئي ، تعطي لغابة سنالبة إمكانية إنشاء مجمع طبيعي واسع يمكن ممارسة الرياضة فيه ، الراحة و الترفيه مع الاحتفاظ بطبيعتها الغابية كما أن المساحة النباتية تمثل مكانا جميلا للظل و مكانا نباتيا هائلا للترفيه و الراحة و الهواء النقي. و للخصوصيات المذكورة فقد تم تحديد و اختيار و الإعلان عن منطقة للتوسع السياحي بالمرسوم رقم 88/232 المؤرخ في 05/11/1988 بمساحة 12,5 هكتار كمنطقة مناخية. صورة لغابة سن اللباء 2. غابة النخيل بمسعد : تقع غابة النخيل لمسعد بمحاذاة وادي مسعد المتواجدة بالوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي التي تشكل حاجزا و الذي يحتوي على سلسلة من الجبال ذات علو متوسط نوعا ما. تشكل مدينة مسعد منطقة عبور إلى المناطق الجافة المتواجدة في الجنوب منها. فقد تم التعرف و الإعلان بالمرسوم المذكور أعلاه كمنطقة للتوسع السياحي بمساحة 4,5 هكتار. صورة لواحات مسعد . 3. الزهرز الغربي: يتواجد قرب الطريق الوطني رقم 01 بعلو يصل 820م، يظهر في شكل طويلة جنوب-غرب/شمال –شرق و يحتل مساحة 340كلم2 . إن شكل هذه الهضبة هو نتيجة لتعامل لثلاث عمليات انجراف و هي : الذوبان الكمياوي ، الحفر عن طريق السيلان و العمق بالانجراف و الرياح. . 4. الكثبان الرملية: يتواجد عن بعد عشرة كلم جنوب حاسي بحبح على عرض الطريق الوطني رقم 01 باتجاه جنوب-غرب/شمال –شرق من جهتي الطريق و للوهلة الأولى فإنه يظهر على شكل حقل للكثبان و يمثل من إحدى المعالم و الأكثر أهمية التي تسجل بشكل جلي العبور من شكل إلى آخر. صور الكثبان الرملية - النبكة - . 5. محمية الصيد: تمتد محمية الصيد على بلديتين : عين معبد و دار الشيوخ فقد أنشئت بالمرسوم رقم 83/116 المؤرخ في 05/02/1983 و تمتد على مساحة :31.886,25 هكتار منها : -13.784,90 هكتار من الغابة الطبيعية - 16.000,00 هكتار : إعادة التشجير - الباقي فإنه تابع لأملاك الدولة، عروش و بلدي فمهام المحمية تتمثل في : حماية و تنمية الأجناس الحيوانية المحمية تهيئة متابعة و حماية حيوانات الصيد إقامة جرد للثروة الحيوانية للمحمية البحث و التجربة على الحيوانات المفترسة. . 6. حجر الملح : يتواجد على بعد 30كلم من مدينة الجلفة و على 15 كلم من الحد الزهرز ، يمثل حجر الملح إحدى المعالم الأكثر أهمية في ميدان الجيولوجيا . فهو من الملح الذي يظهر في وسط من المكونات القارية الذي يعلو بحوالي 100 م المجاور. صورة حجر الملح .. يمثل حجر الملح في الميدان السياحي الألوان المتغيرة من الأصفر إلى الأخضر ، البنفسجي في بعض المرات إلى الأحمر . فهذا يمثل مجموع متجانس و جميل من أين يخرج عدة عيون التي ألوان شطوطها بيضاء و من أين يجد الماء مسلكا صعبا في زربية دائمة من الملح. . (*) جنيدي محمد : جمعية تاريخ و تراث، دار الشباب مخلوف المخلوفي،حي بوتريفيس الجلفة