أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس مقتل عشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء بغارة جوية أميركية في أفغانستان، وقال نائب أفغاني إن عدد الضحايا بلغ 150 شخصا، في حين أعلنت واشنطن وكابل بدء التحقيق في الغارة. وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في العاصمة الأفغانية كابل جيسكا باري أن القتلى المدنيين قضوا بالغارة التي نفذتها القوات الأميركية في إقليم فراه بغرب البلاد الاثنين الماضي. وبينما لم تذكر المتحدثة عدد الضحايا قال النائب بالبرلمان الأفغاني عن إقليم فراه غولان فاروق إن أفرادا من عائلته بمقاطعة بالا بولوك حيث وقع القتال أبلغوه أن ما يصل إلى 150 شخصا قتلوا. وأضاف أن الضربات الجوية الأميركية دمرت 17 منزلا ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام. وفي وقت سابق قال حاكم إقليم فراه روح الأمين إن حوالي 30 جثة معظمها لنساء وأطفال نقلت في شاحنات إلى مكتبه. وقال مسؤولون آخرون إن عدد القتلى من المدنيين قد يكون أعلى من ذلك بكثير حيث يخشى أن يكون عشرات الأشخاص قد قتلوا أثناء تجمعهم في منازل دمرتها طائرات حربية أميركية. كما أكد رئيس المجلس المحلي في الولاية نذير ختمت أن المعارك التي اندلعت بين الطرفين تضمنت قصف الطائرات الأميركية لعدة مناطق في الولاية التي فر منها معظم ساكنيها إلى مناطق بعيدة لتجنب القتال الدائر. وبدوره أوضح حاكم الولاية روح الأمين أن أعمال العنف اندلعت عندما هاجم مسلحو حركة طالبان نقاط تفتيش تابعة للشرطة في قريتي شيوان وجانج أبد بمنطقة بالا بولوك في الولاية. من جهته أمر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بالتحقيق في مقتل المدنيين بالغارة الأميركية، وجاء في بيان لكرزاي الذي يزور الولاياتالمتحدة حاليا أن مسؤولين أفغان وآخرين من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان توجهوا إلى إقليم فراه للتحقيق في الحادث. ويأتي بيان كرزاي بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة إجراء تحقيق في الغارة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود إن تحقيقا مشتركا سيجرى لتحديد ما حدث و"إننا نأخذ كافة التقارير عن مثل هذه الحوادث مأخذ الجدية ونحقق فيها بدقة". وأضاف "تأسف الولاياتالمتحدة بشدة لأي إصابات أو خسائر بشرية بين الأفغان الأبرياء نتيجة عمليات تشارك قواتها فيها". وأكدت القوات الأميركية وقوع معركة استخدمت فيها ضربات جوية وقالت إنها تحقق في تقارير عن ضحايا مدنيين لكنها لم تتمكن من تأكيدها. وقال اللفتنانت كولونيل خليل نعمة الله قائد إحدى كتائب الجيش الأفغاني بالإقليم "طالبان أخذت الناس إلى بعض المباني وأجبرتهم على البقاء فيها بعدما أبلغتها قوات الأمن بإخلائها". وأضاف "هناك عرب وباكستانيون بين مقاتلي طالبان الذين كانوا مسلحين بقذائف صاروخية". وأصبحت قضية القتلى المدنيين مصدر توتر شديد بين السلطات الأفغانية والقوات الأميركية، وتقول الأممالمتحدة ووكالات إغاثة إن أكثر من سبعة آلاف شخص بينهم ألفان من المدنيين قتلوا العام الماضي في أعمال عنف لها صلة بالحرب الدائرة في أفغانستان. وقالت الحكومة الأفغانية والأممالمتحدة إن ضربة أميركية قتلت 90 مدنيا في أسوأ حادث العام الماضي وأنكرت واشنطن ذلك في بادئ الأمر لكنها قالت بعد ثلاثة أشهر إنها قتلت 33 مدنيا بالإضافة إلى 22 شخصا وصفتهم بأنهم متمردون. ويزور الرئيس الأفغاني حامد كرزاي واشنطن حاليا حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى منذ تنصيب الأخير. وكان أوباما قد أعلن أن أفغانستان وجارتها باكستان ستكونان محل الاهتمام العسكري الرئيسي لبلاده.