يكيد الشيطان للعبد ويزين له سوء عمله، وبإخلاصه في عمله وصدقه في نيته يحفظه الله تعالى ويعصمه من وسوسة الشيطان ومكره، يدل على ذلك قوله تعالى عن الشيطان: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ) (ص: 82-83) أي: إلا الذين أخلصوا العبادة والإيمان لك فإنه لا سبيل لي عليهم؛ فإخلاصهم كان سبباً في حفظهم من إضلال الشيطان وإغوائه. قال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطعت عنه الوساوس والرياء. وكان معروف يبكي ثم يقول: يا نفس كم تبكين؛ أخلصي تتخلصي، وقال ابن تيمية: وإذا كان العبد مخلصاً له اجتباه ربه فيحيي قلبه، واجتذبه إليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء،.. ومن لم يكن خالصاً لله عبداً له.. استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين، وكان من الغاوين إخوان الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه، فالقلب إذا لم يكن حنيفاً مقبلاً على الله معرضاً عما سواه وإلا كان من المشركين.