قال الجيش الباكستاني إنه تمكن من تحرير جميع الطلاب الذين اختطفوا أول أمس في شمالي غربي البلاد، بعد أن قام بعملية عسكرية حرر فيها ثمانين منهم. ونقل مراسل الجزيرة في باكستان أن العملية التي نفذها الجيش تمت بعد رصده مسلحين ينقلون حوالي ثمانين طالبا من شمالي وزيرستان إلى جنوبيها صباح أمس، حيث هاجم المسلحين واشتبك معهم ليلوذ الخاطفون بالفرار بعد تبادل قصير لإطلاق النار. وأوضح المراسل أن باقي الطلاب المخطوفين فروا من أيدي المسلحين إلى المزارع والبيوت الخاصة والجبال في المنطقة، وعادوا إلى بلدة بنو المجاورة في سيارات خاصة. وكان زهاء أربعمائة طالب يدرسون في كلية تابعة للجيش بمنطقة رزمك شمالي وزيرستان قد خطفوا على يد مسلحين. واتهم الجيش مسلحين من حركة طالبان باكستان بخطف الطلاب لكن الحركة لم تعلن المسؤولية عن هذه العملية. ووفقا لمراسل الجزيرة في باكستان أحمد زيدان فإن بعض المحللين يرجح كون دوافع الخطف سياسية، وأنها ربما تكون تمهيدا لعملية عسكرية في شمالي وزيرستان، في حين أن آخرين رجحوا كونها بدافع الحصول على فدية. وخطف مسلحون بقنابل يدوية قافلة حافلات طلاب كانت عائدة بهم مع مدرسيهم وأقاربهم إلى ديارهم في عطلة صيفية من شمالي وزيرستان إلى بلدة بنو الواقعة على بعد 240 كلم جنوب غرب العاصمة إسلام آباد. وكان قائد شرطة بنو قال إن نحو أربعمائة شخص في 28 حافلة قد خطفوا، في حين تمكن 67 مخطوفا من الفرار، إلا أن مساعد مدير الكلية جاويد إقبال قال لرويترز لاحقا إن مائتين من المخطوفين تمكنوا من الفرار. وأوضح مسؤول في الشرطة بقرية بكه خيل في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي وعاصمته بيشاور أن سائق إحدى الحافلات تمكن من الفرار. وأشار المسؤول إلى أن الطلاب الذين تمكنوا من الفرار ذكروا أن كل حافلة صعد إليها عنصران يحملان قنبلة يدوية. ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر أمنية باكستانية قولها إن الخاطفين الذين يبلغ عددهم عشرين مسلحا لم يتقدموا بأي مطالب حتى الآن. وأشار المراسل إلى أن الكلية التي ينتمي إليها الطلبة ويشرف عليها الجيش الباكستاني تضم أكثر الطلاب نبوغا في البلاد. يأتي ذلك في وقت تدور فيه مواجهات عنيفة بين الجيش الباكستاني ومقاتلي طالبان في وادي سوات. وقال مسؤول حكومي كبير أمس الأول إن باكستان تتوقع انتهاء عمليتها العسكرية في سوات خلال يومين أو ثلاثة. وتنتشر في شمالي وزيرستان عدة جماعات من طالبان ويربطها تحالف مع حركة تطبيق الشريعة المحمدية في وادي سوات التي شن الجيش هجوما واسعا عليه.