تميز مسرح الهواة لمستغانم الذي افتتح مساء يوم الاحد دورته الثانية و الأربعين بمسيرة حافلة من الانتاج وتكوين المسرحيين ساهمت بقسط وافر في تطور المسرح الجزائري. وحسب المتتبعين لهذه التظاهرة التي اعتادت على تنظيمها سنويا مدينة المسرحي الكبير ولد عبدالرحمان كاكي فقد سمح مسرح الهواة لمستغانم بتخرج العديد من المسرحيين الذين كان لهم اسهام كبير في بعث حركة المسرح الوطني. ويرى البعض من عايشوا دورات عديدة من هذا المسرح الذي أسسه الراحل الجيلالي بن عبد الحليم سنة 1967 انه مكن ترسيخ ظاهرة الكوريغرافيا و السينوغرافيا لدى الجيل الجديد من محبي المسرح الهاوي و كذا تشجيع القدرات المسرحية الشابة. كما ساهم هذا المسرح خلال دوراته المتتابعة بتكوين العديد من الشباب في مختلف الجوانب المتعلقة بالفن الرابع مما جعله حسب شهادة العديد ممن تابعوا هذه التربصات مدرسة في فن المسرح. وبعد سنوات عديدة من اقتصار الشباب الهاوي على الاشتغال على النصوص المسرحية العالمية أسهمت محافظة مسرح الهواة باستحداثها قبل سنتين لجائزة "كاكي الذهبي" لأحسن نص مسرحي في التقليل من حدة أزمة النصوص المسرحية حسب محافظة المهرجان. وأشار ذات المصدر إلى أن هذه المسابقة التي تتضمن جوائز "كاكي الذهبي" و"كاكي الفضي" و "كاكي البرونزي" و "الجائزة التشجيعية سمحت في ظرف سنتين من جمع أزيد من 70 نصا من مسرحيا تم حفظها بوسائل الإعلام الآلي. غير أن مسرح الهواة و على الرغم من مرور أكثر من أربعين سنة على تأسيسه لا يزال يعاني من مشكل الأرشفة مما يجعل تظاهراته و نشاطاته لا تستثمر بفعالية حسب المهتمين بمسرح الهواة. وفي غياب ذلك يلجأ المشرفون على المهرجان إلى تنظيم في كل دورة معارض لقصاصات الجرائد لبعض الصحف التي دأبت على تغطية هذه التظاهرة منذ تأسيسها وكذا صور فوتوغرافية التي تجلب من عدة جهات مهتمة بالمسرح. وقد وقعت محافظة المهرجان سنة 2007 على بروتوكول اتفاق مع جامعة وهران بهدف أرشفة مختلف دورات المهرجان مما سمح بانجاز بعض الأعمال العلمية الأرشيفية حسب احد مسؤولي المحافظة. كما اتفقت المحافظة مع صحفيين اعتادوا على تغطية المهرجان للمساهمة في الكتابة حول مختلق جوانب المهرجان منذ تأسيسه حيث ستنشر مساهماتهم في كتاب. وتعتزم المحافظة تأسيس في المستقبل مكتبة للفنون الدرامية و التراث المسرحي المحلي و الوطني و العالمي قصد المحافظة على ذاكرة هذا المهرجان و تلبية احتياجات الباحثين الذين طالما اشتكوا من غياب الوثائق و الأرشيف لانجاز أبحاث حول مسرح الهواة. وستتضمن هذه المكتبة التي سيتم تجسيدها في إطار مشروع مركب "القلعة" الذي قدمته محافظة المهرجان للسلطات المعنية أعمال الفرق الهاوية و المسرحيات التي تم إنتاجها و الصور الفوتوغرافية و المقالات الصحفية حول مسيرة المسرح الهاوي منذ إنشائه. للإشارة فان مشروع مركب "القلعة" الذي سيتم تجسيده بالبلدة الساحلية "صلامندر" على الامتداد الغربي لمدينة مستغانم سيتضمن قاعات للعرض و فضاءات و مكتبة الفنون الدرامية و التراث المسرحي إضافة إلى فندق صغير و مقر لإدارة المهرجان. ويأتي تسجيل هذه المشاريع مع سعي محافظة المهرجان لدخول مرحلة جديدة في مسيرة هذه التظاهرة المسرحية التي ستتوسع لاستقبال فرق مسرحية من مختلف أنحاء العالم بعدما اقتصرت في السنوات الماضية على استضافة بعض الفرق المسرحية من بلدان المغرب العربي. وفي هذا الشأن أعلن محافظ المهرجان جمال بن صابر أن الدورة الحالية ستكون تحضيرية لطبعة 2010 التي ستتميز بطابع عالمي من خلال استضافة 12 فرقة من أفريقيا و اسيا و أوروبا و أمريكا اللاتينية.