تواصل لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة الاستماع لليوم الثاني على التوالي إلى شهادات ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية ديسمبر الماضي، إلى جانب عقد جلستين في مقر الأممالمتحدة في جنيف. وكانت اللجنة برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون استمعت في غزة أمس الأول إلى شهادات مجموعة من أبناء القطاع ضحايا العدوان وتمكينهم من التحدث مباشرة للمجتمع الدولي بشأن تجاربهم ومعاناتهم. واستمعت اللجنة في أول جلسة استماع لها لطبيب فلسطيني كان شاهدا على مجريات العدوان، وعلى حجم الضغط الذي تعرضت له مستشفيات القطاع خلال العدوان بسبب كثرة عدد الشهداء والجرحى يوميا. وفي جلسة استماع ثانية استمعت اللجنة الأممية إلى شهادة ثلاثة من سكان أحد أحياء منطقة جباليا الذين فقدوا الكثير من أبنائهم وأقربائهم خلال هجوم شنته قوات الاحتلال على مسجد المقادمة في الحي. وكان من بين الشهود أيضا إمام المسجد الذي تحدث عن استشهاد العشرات في الهجوم الإسرائيلي، وتحدث عن عشرات من الأشلاء البشرية التي تناثرت بعد العدوان الذي استهدف المسجد عندما كان المصلون يؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعا. وأعرب القاضي غولدستون عن خيبة الأمل من رفض إسرائيل التعاون مع اللجنة الأممية وتمكينها من الاستماع للضحايا في جنوب إسرائيل جراء الصواريخ الفلسطينية أو الانتقال إلى الضفة الغربية للاطلاع على الأوضاع هناك. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي طالبا إسرائيل بالتعاون مع الفريق الذي توجه إلى غزة بداية الشهر الجاري. وشنت إسرائيل نهاية ديسمبر الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 22 يوما وخلفت أكثر من سبعة آلاف شهيد وجريح فلسطيني.