بدأت لجنة تقصي الحقائق الدولية المكلَّفة بالتحقيق بالحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة جلساتها في مدينة غزة أمس الأحد، حيث قدم اثنان من ضحايا الهجوم على القطاع شهاداتهم خلال الجلسة الأولى التي نُقلت على الهواء مباشرة ،و ستستمر الجلسات العلنية لمدة يومين، ''وذلك في خطوة غير مسبوقة في تاريخ لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة." وسوف تعقد اللجنة جلسات علنية أُخرى في مدينة جنيف بسويسرا الشهر المقبل، حيث ستستمع هناك إلى شهادات مواطنين إسرائيليين، وذلك نظرا لأن إسرائيل رفضت التعاون مع أي لجان تحقق بالحرب التي شنتها على القطاع وذهب ضحيتها أكثر من 1400 قتيل، بينهم 13 إسرائيليا. يُشار إلى أن اللجنة، المنبثقة عن مفوضية حقوق الإنسان في المنظمة الدولية، هي برئاسة القاضي ريتشارد جولستون، وهو من جنوب أفريقيا وسبق له أن شغل منصب المدعي العام للمحاكم الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة ورواندا. وبالإضافة إلى الشاهدين اللذين استمعت اللجنة إلى شهادتهما ، تعتزم اللجنة أن تستمع أيضا إلى شهادات عشرات الضحايا الآخرين، بالإضافة إلى شهود عيان وخبراء على اطلاع بمجريات وحيثيات الحرب التي استمرت 22 يوما. وكان القاضي جولدستون قد قال في وقت سابق: ''نريد أن يستمع المجتمع الدولي لأصوات الضحايا ويرى وجوههم". هذا ويفترض أن تنهي اللجنة تقريرها في بداية شهر أوت المقبل، بحث تنشر نتائج التحقيق في الشهر التالي. وكان أعضاء اللجنة قد زاروا 40 مكانا مختلفا وتحدثوا إلى نحو 70 شاهدا، بمن فيهم أقرباء ضحايا، من بينهم عائلة فقدت 29 من أفرادها كما قال جولدستون، مشيرا بذلك إلى عائلة السموني، يذكر أن بعثة التحقيق تضم ، فضلا عن جولدستون، البريطانية كريستين شنكين، المتخصصة في القانون الدولي، والباكستانية هينا جيلاني، القاضية في المحكمة الباكستانية العليا. وفي الشأن الفلسطيني وصل أمس الأحد وفدا حركتي المقاومة الإسلامية ''حماس'' والتحرير الوطني'' فتح'' إلى القاهرة للمشاركة في استئناف حوار الفصائل الفلسطينية ، وسط أجواء سلبية بإمكانية نجاح الحوار، والتقى مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان وفد فتح برئاسة أحمد قريع، ووفد حماس برئاسة الدكتور يوسف أبو مرزوق ، وذلك لبحث عدة ملفات أهمها الاعتقال السياسي وكيفية معالجته والانتهاء منه. وقالت مصادر مطلعة إن نجاح الطرفين في حل ملف الاعتقالات يمهد الطريق لاستئناف الحوار الشهر المقبل ، حيث حددت مصر السابع من جويلية المقبل موعدا للجلسة النهائية للتوصل إلى اتفاق مصالحة، وبحث لقاء أمس أيضا سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني، فضلا عن قضايا الحوار الرئيسة المتمثلة في الانتخابات ومنظمة التحري، ورافق هذه الجولة توقعات متضاربة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق يضع حدا للصراع بين فتح وحماس ، في ظل وجود خلافات واضحة في آراء الطرفين حول جملة من القضايا المطروحة للنقاش.