حازت القمة الإفريقية المنعقدة بمدينة سرت الليبية بالاتفاق على خطة لتعزيز صلاحيات الاتحاد الافريقي و كان قد اقر الزعماء الأفارقة المشاركون في القمة الإفريقية خطة لمنح صلاحيات اكبر للاتحاد الافريقي وإعطائه دورا في تنسيق السياسة الدفاعية و يجدر الذكر أن فكرة إنشاء قوة دفاع و ردع مشتركة كانت تتولى مهام مكافحة الارهاب و حل النزاعات قد جاءت أول مرة من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي عارض بها فكرة أمريكية أخرى لإنشاء قاعدة "افر يكوم" العسكرية.وكرّرت الجزائر خلال السنوات الاخيرة رفضها استقبال قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها. ونقل عن وزير الخارجية الجزائري مراد المدلسي قوله إنّ "سيادة الجزائر غير قابلة للتفاوض وليس هناك أي مجال اليوم لفتح الطريق أمام إنشاء قواعد عسكرية أجنبية في الجزائر." وأضاف في تصريحات رسمية أنّ الجزائر لم تتلقّ البتّة أي طلب رسمي باستقبال قواعد عسكرية على أراضيها، مضيفا أنّ الجزائر "تملك اليوم قدرة عل التحرّك كافية لمواجهة الإرهاب و إنه من المعروف أنّ الإرهاب ظاهرة عالمية ولكل دولة مصلحة في تعقب تحركه داخل حدودها ولكن ذلك لا يعني إقامة قواعد عسكرية في أي مكان يوجد فيه الإرهاب."و كان الرئيسان بوتفليقة و القذافي قد دفعا باتجاه اقناع الولاياتالمتحدةالامريكية التخلي عن إنشاء قاعدة "افر يكوم" العسكرية و ان الاولى ان تتولى سلطة افريقية هذه المهام على وجه التحديد .وقال جان ماري اهوزو وزير خارجية بنين: ان الزعماء الأفارقة وافقوا على وثيقة تعزز سلطات الجهاز التنفيذي للاتحاد الافريقي، مؤكدا ان القادة الافارقة تبنوا هذه الوثيقة وأعطوا موافقتهم لتنسيق الشؤون الخارجية والدفاع. ويتعين ان تصدق برلمانات الدول الاعضاء على الوثيقة التي تعيد ايضا تسمية الجهاز التنفيذي من مفوضية الي سلطة الاتحاد الافريقي.وكان رؤساء الدول الافارقة واصلوا مناقشاتهم ليلا في مدينة سرت الليبية للتوصل الى اتفاق على مشروع الحكومة الافريقية الذي يريده الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي. وحاول وزراء الخارجية طوال بضع ساعات التوصل الى توافق بدا متعذرا، لذلك اعادوا مجددا الملف الى مستوى رؤساء الدول الذين عقدوا بعيد منتصف الليل اجتماعا مغلقا. وكان الخلاف قد تركز حول حجم الصلاحيات التي يتعين اعطاؤها للسلطة الجديدة للاتحاد الافريقي على صعيدي الدفاع والعلاقات الدولية