قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) متفق عليه. وقال: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم. وعن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفُجاءة فأمرني أن أصرف بصري. رواه مسلم. وعند أبي داود أنه قال له: (اصرف بصرك). وقال عليه الصلاة والسلام. (يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؟ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة) رواه الترمذي. وقال: (العينان تزنيان، وزناهما النظر) متفق عليه.وكان السلف الصالح يبالغون في غض البصر حذرا لأمن فتنته، وخوفا من الوقوع في عقوبته، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان من نظرة فان للشيطان فيها مطمعا. وكان الربيع بن خيثم رحمه الله يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق - أي أمال رأسه إلى صدره - حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان من الرجل في ثلاثة منازل: في بصره، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها، وقلبها، وعجزها. وقال في قوله تعالى: (يعلم خائنة الأعين) [غافر:19]، قال: الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها. ولكن في زماننا يحدث الشيء العجيب الغريب، حيث ترى الجماعة من الرجال تمر عليهم المرأة فربما لم يرها أحدهم فلا يكتفي من رآها بنظرته إليها حتى يدعو من حوله إلى إمعان النظر في مفاتنها والعياذ بالله.وقال عيسى ابن مريم: (النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة). وقال معروف الكرخي: غُضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى. وقال ذو النون: اللحظات تورث الحسرات؟ أولها أسف، وآخرها تلف، فمن طاوع طرفه تابع حتفه. وخرج حسان بن أبي سنان يوم عيد، فلما عاد قالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك. وقال أحمد بن حنبل: كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل.يا من رأى سقمي يزيد * * وعلتي تعي طبيبيلا تعجبن فهكذا * * تجني العيون على القلوب