اختتمت أمس الاول حملات المرشحين للانتخابات الرئاسية الموريتانية بمهرجانات خطابية في أرجاء متفرقة بالعاصمة نواكشوط سعى فيها كل مرشح لتعبئة مؤيديه قبل الاستحقاق الانتخابي يوم السبت المقبل. فقد تحولت العاصمة الموريتانية إلى مسرح لاستعراض الخطاب والخطاب المضاد للمرشحين للانتخابات الرئاسية وملعبا لاستعراض الأرقام كدليل على الدعم الشعبي المفترض أن يتحول إلى رقم مؤثر في صناديق الاقتراع.وفي مهرجانه الختامي في منطقة عرفات جنوبي نواكشوط، هاجم المرشح محمد ولد عبد العزيز الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع ووصفه ب"أبي المفسدين"، ملمحا إلى علاقة بين بعض منافسيه في الانتخابات وولد الطايع.وجدد ولد عبد العزيز عزمه على "محاربة الفساد كيفما وأينما كان".أما منافسه أحمد ولد داده -الذي أقيم مهرجانه الختامي في إحدى ساحات وسط نواكشوط- فقد تعهد أمام مؤيديه بأن يكون "أبا لجميع الموريتانيين"، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع دون استثناء من أجل تحقيق التنمية والاستقرار. ودعى القائمون على حملة ولد داداه الانتخابية مؤيديهم إلى الإقبال على صناديق الاقتراع وانتخاب من يرونه "الرئيس الأنسب"، وهي العبارة التي رافقت شعارات الحملة وذيلت بها صور ولد داداه. ومن جهته، اختار المرشح مسعود بلخير ملعب العاصمة الذي احتشد فيه الآلاف من أنصاره، بينما كانت طائرة تلقي بمناشير على الحضور. وفي مشهد لا يختلف عن بقية المهرجانات الخطابية، دعا بلخير مؤيديه إلى الإقبال على مراكز الاقتراع محذرا من التزوير الذي قال إنه "سيواجهه بالقوة". في المقابل، حذر المرشح اعل ولد محمد فال من مغبة إعادة إعطاء الفرصة من جديد لمن يحاولون تشريع الانقلاب العسكري عبر صناديق الاقتراع، في إشارة إلى ولد عبد العزيز الذي نال أيضا نصيبا من الهجوم من قبل المرشح بلخير. وكان المرشح الإسلامي محمد جميل منصور قد أقام مهرجانه الختامي الأربعاء في نواكشوط، في حين أقام الخميس مهرجانا غير مركزي في مدينة نواذيبو التي تقع على بعد 500 كيلومتر شمال غرب العاصمة الموريتانية. وحذر في مهرجانه الأربعاء من إذكاء النعرات العرقية والفئوية، معتبرا أنه ليس من مصلحة المجتمع الموريتاني أن تجره الانتخابات إلى مواقع خطيرة من الصراع والانقسامات الحادة. يذكر أن القانون الانتخابي حدد السادس عشر من جويلية الجاري يوما أخيرا للحملة الانتخابية التي استقطبت الشارع الموريتاني عبر تبادل الاتهامات التي وصل بعضها إلى حد وصف المنافسين بعبارات تشكيك في نظافة اليد ونزاهة الضمير. وتقدم لمنصب الرئيس عشرة مرشحين -انسحب أحدهم مبكرا- سيتنافسون غدا السبت على كسب ثقة أكثر من مليون و239 ألف ناخب في أكثر من ألفي مركز اقتراع.