وأشارت مديرية القطاع إلى أن هناك 14 مربيا يهتمون عبر بعض المناطق الجنوبية من الولاية بتربية النحل الصحراوي على مستوى السهوب الشاسعة بعدما وفرت لهم إمكانيات وتجهيزات لتحسين مردودية إنتاج خلايا النحل. وأضافت نفس المصالح أن تكوين مرببي النحل الصحراوي كشعبة فلاحية إنتاجية جديدة يستهدف ضمان استمرار هذا الصنف من النحل وحمايته من الانقراض، علما بأن أولى التجارب لدعم هذه الشعبة وتثمينها بولاية النعامة كانت في 2004 وبمعدل إنتاج سنوي لا يتجاوز 400 كلغ وتبقى نوعيته مفضلة وتلقى إقبالا وطلبا متزايدا لأهميتها العلاجية. وأبرز مرشد تقني من نفس المعهد أن الجهود تبذل حاليا في مرحلتها الأولى لإعادة الاعتبار لهذا النوع من النحل من خلال توفير تقنيات أكثر نجاعة لتربية وانتقاء ملكات النحل و توفير شروط ملائمتها مع الظروف المناخية والطبيعية للمنطقة لتوطين النحل الصحراوي في المناطق السهبية للولاية التي تتميز بتوفر الأعشاب الطبية والأنواع النباتية التي يتغذى عليها هذا الصنف من النحل. وتتوفر بعض مناطق النعامة مثل جبل مكثر وحظيرة جبل عيسى ومراعي حجاج والنفيخة فضلا عن الواحات الجنوبية والمنخفضات الوديانية على كافة الشروط المناسبة لتربية النحل الصحراوي الذي يتأقلم مع المناخ الحار. غير أن الرفع من إنتاج تلك النحلة، حسب نفس المختص، يتطلب توفير خلايا عصرية لتكاثر هذا النوع من النحل وحمايته من الأمراض والحشرات الضارة وتزويد أسراب النحل المتواجدة بالسكر في حالات تناقص رحيق الأعشاب المزهرة. ولا يستفيد النحل الصحراوي من أزهار متفتحة سوى خلال فترة زمنية وجيزة تتراوح مدتها ما بين شهر وثلاثة أشهر فقط بسبب الجفاف وتراجع مصادر الغطاء النباتي. كما يتطلب الأمر توفير نقاط للماء ومنشآت لجمع المياه السطحية للمساعدة على نمو مراعي الأعشاب المزهرة التي يتغذى منها هذا الصنف من النحل. ويراهن قطاع الفلاحة بالولاية -حسب مسؤوليه- على تربية النحل الصحراوي كمصدر لتحسين مداخيل سكان المناطق الريفية الجنوبية و تنويع النشاطات الفلاحية. وتشير معطيات مركز البحث العلمي في المناطق الجافة بجامعة باب الزوار بالجزائر العاصمة إلى أن النحل الصحراوي المعروف باسمه العلمي "أبيس ميلفيكا صاهرياسيس" هو أحد أصناف الحشرات التي تستوطن بالمنطقة الجنوبية الغربية من الوطن وخاصة في مناطق القصور والمشرية وبني ونيف. وتعتبر هذه المناطق سهبية وشبه صحراوية تنمو فيها الأشجار المثمرة و أنواع هامة من فصائل أشجار السدر والأعشاب الطبية المزهرة التي يتغذى منها هذا النوع من النحل.