في الوقت الذي يؤكد فيه بعض المختصين أن العسل الجزائري من أجود أنواع العسل في العالم، يبقى العديد من المواطنين محرومين من استهلاك هذا الشراب الطبيعي بحكم نقص الإنتاجية وارتفاع الأسعار، وهو أمر مرده إلى جملة الصعوبات التي يشهدها قطاع تربية النحل في الجزائر، منها نقص الإعلام الفلاحي الذي يأتي في المقدمة، والذي يعمل الصندوق الوطني للتعاضدية الفلاحية منذ السنوات الأخيرة على مواجهته من خلال إطلاق حملات تحسيسية لتوعية مربي النحل بضرورة التأمين ضد الأخطار التي تستهدف النحل.. وخلال الصالون الوطني الأول للعسل ومنتجات خلية النحل بالرويبة كان اللقاء مع السيدة ليلى بلحجوجة مديرة الدراسات في المديرية العامة لتربية الحيوانات وبيطرية، فقدمت بعض التوضيحات. - ما هو الهدف من مشاركتك في صالون العسل ومنتجات خلية النحل؟ أنا أمثل من خلال هذا الصالون الصندوق الوطني للتعاضدية الفلاحية الذي يغتنم فرص تنظيم الصالونات للقيام بعمل تحسيسي حول تقنيات التربية الحيوانية، إضافة إلى الخرجات الميدانية التي نقوم بها مرتين أو ثلاث في كل شهر من منطلق أن العمليات التحسيسية أقصر طريق لتحقيق هدف الاحتكاك المباشر بالفلاح والاستماع إلى انشغالاته. - وفي أي إطار تندرج هذه العمليات التحسيسية؟ تدخل هذه العملية التحسيسية في إطار تنفيذ برنامج وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، والذي يعتبر بموجبه عام 2010 سنة التكوين والعمل الجواري للتوعية بضرورة التأمين في وسط الفلاحين عامة والنحالين خاصة بغية تحسين نوعية إنتاجهم ورفعه في آن واحد. - ما هو الأساس الذي يقوم عليه هذا النشاط التوعوي الذي يستهدف النحالين؟ تعتمد النشاطات التحسيسية الموجهة إلى هذه الشريحة على تعريف مربي النحل بطبيعة الأخطار المتعددة التي تستهدف النحل وتضر به، مما يكرس مشكلة انخفاض مردودية مربي النخل وارتفاع سعر العسل بالمقابل. - على ذكر الأخطار، هل يمكن أن تطلعينا عليها؟ من أهم العوامل التي تؤثر على المردودية في قطاع تربية النحل التقلبات الجوية، والتسممات بسبب المبيدات، وكذا الأمراض التي يمكن أن تصيب هذه الحشرة وتؤدي بالتالي إلى هلاكها.. كما أن مربي النحل عرضة لمشاكل الحرائق والفيضانات، وبالتالي ضياع المنتوج.. ومن هنا تتجلى أهمية التأمين. - ماذا عن الخطة المعتمدة لإقناع مربي النحل بضرورة التأمين طالما أن غياب الإرشاد الفلاحي والإعلام حول تقنيات التربية الحديثة من أهم الأسباب التي تؤثر على نسبة الإنتاج؟ نباشر عملا ميدانيا تحسيسيا خلال الفترات التي يتوقف فيها النحالون عن العمل، وهو نشاط يستهدف مختلف ولايات الوسط، حيث لدينا عدة صناديق جهوية، إذ بلغ عددها 65 بعدما تم مؤخرا تدشين ثلاثة صناديق جديدة في كل من النعامة، وغرداية وتمنراست.. وفي المقابل نركز على الوقاية الفلاحية، والتي نوزع بموجبها التجهيزات الخاصة بإطفاء الحرائق على الفلاحين للحد من أضرارها، وكذا بذلات العمل عبر كامل التراب الوطني منذ سنتين. - هل هناك صدى في وسط الفلاحين؟ العديد من الفلاحين قصدوا الصندوق الوطني للتعاضدية الفلاحية بمحض إرادتهم للاستفادة من خدمات التأمين بعدما تبينت لهم أهميتها، لاسيما وأن المؤمنين يستفيدون من تعويض نسبته مائة بالمائة بموجب عقد تأمين مدته سنة، وهو عقد قابل للتجديد. - بحكم تجربتك المهنية الميدانية، ما هي أهم المشاكل التي تواجه النحالين؟ من أهم المشاكل التي تعترضهم سرقة المنتوج وعدم امتلاكهم لبساتين لنصب خلايا النحل. لهذا نسعى من خلال هذه التظاهرات إلى مساعدة الفلاحين على مواجهة المتاعب التي تعترضهم.