احتفلت الجزائر أمس على غرار الدول الإفريقية، منذ 1991 باليوم العالمي للطفل الإفريقي تخليدا لذكرى اغتيال 176 طفل وجرح ما يقارب 1135 آخرين من الأطفال السود الذين خرجوا في مسيرة سلمية للمطالبة بحقوقهم والمساواة مع نظرائهم البيض بجنوب إفريقيا في ظل نظام الابرتايد. و حل اليوم العالمي للطفل الإفريقي ولا يزال ثالوث الفقر والأمراض الفتاكة والنزاعات المسلحة يهدد الطفولة في هذه القارة في زمن العولمة والتكنولوجيات الحديثة. الجزائر .. خطوات جبارة لحماية الطفل وقد حققت الجزائر تقدما كبيرا في مجال حقوق الطفل على كل المستويات بفضل السياسات الصارمة والمنتهجة في هذا الإطار، بتوفير كل ما يحتاجه الطفل من رعاية، بداية بالعناية بالأم. وحققت الجزائر تقدما كبيرا في مجال محاربة عمالة الأطفال التي تنتشر في البلدان الإفريقية بصفة رهيبة، حيث يكاد عمل الأطفال في الجزائر يكون منعدما. وكشفت آخر الأرقام المقدمة من وزارة العمل والشغل والضمان الاجتماعي أن عمل الأطفال يكاد يكون منعدما في الجزائر بما أنه لم يتم تسجيل سنة 2008 إلا نسبة تقدر ب17ر0 بالمائة من الأطفال العاملين في القطاع الاقتصادي في إطار علاقة عمل (أجير) مقابل 54ر0 بالمائة سنة 2006 و 56ر0 سنة 2002. كما حققت الجزائر تطورا كبيرا في تطبيق برامج خفض عمل الأطفال كما أن نظام الحماية الاجتماعية عرف إصلاحات هيكلية لحماية الطفل. وبفضل ذلك أصبحت الجزائر ليست معنية البتة بحالات أبشع أشكال عمل الأطفال مثلما هو ممارس في بعض البلدان.وفي هذا الشأن أكد الأمين العام لوزارة العمل والشغل والضمان الاجتماعي محمد خياط أن العديد من الإجراءات تمت المصادقة عليها لدعم و ترقية حقوق الأطفال لاسيما من خلال مشروع قانون حول حماية الطفل و مخطط وطني من أجل الطفولة يتضمن جانبا خاصا بمحاربة عمل الأطفال، مضيفا انه تم منذ سنة 2003 وضع جهاز وطني للوقاية من عمل الأطفال في الجزائر و محاربته بهدف الحد من هذه الظاهرة. الطفل الإفريقي.. بين الجوع والحروب ورغم أن العديد من الدول الإفريقية صادقت أو انضمت إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل إلا أن هذا الأخير لا زال يعيش أسوأ الأوضاع في العالم ويستغل أبشع استغلال ولا زالت حقوقه تنتهك أو يتغاضى عنها في كثير من الأحيان. وأشارت بعض الأرقام أن طفلا من بين أربعة يعملون في إفريقيا و طفلا من بين ثمانية يعملون في آسيا وطفلا من بين عشرة أطفال يعملون في أمريكا اللاتينية، ما يشير إلى أن حقوق الطفل في العالم لا زالت تنتهك إلا أن الطفل الإفريقي لا زال آخر الأطفال في هذا العالم. وإلى جانب استغلاله كيد عاملة رخيصة، يستعمل الطفل الإفريقي كجندي في الحروب والصراعات التي ليس له فيها ناقة ولا جمل وحتى أنه لا يفقه سببها ولماذا هو في وسط رحاها. ولا زال الطفل الإفريقي يعاني أيضا من الفقر والجوع رغم أن أغلب بلدان القارة غنية بالموارد الطبيعة لكن تلك الصراعات الإثنية والحروب القبلية، لم تدع مجالا للتنمية الاقتصادية وتحسين المستوى المعيشي للفرد والمجتمع، بل تركت الفرصة أمام التدخلات الأجنبية في كثير منها وكانت الضريبة التي تحملتها الطفولة الإفريقية قاسية جدا بانتشار الوفيات والأمراض الفتاكة.ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال في بعض الدول الإفريقية خارج مقاعد الدراسة، ويعاني البعض الآخر من العنف، التشغيل، الاسترقاق الجنسي والأمراض الفتاكة. وتؤكد الإحصاءات وفقا لتقرير لرعاية الطفل الأفريقي في أفريقيا سنة 2008 ، أن 43 ٪ من سكان جنوب الصحراء الكبرى يعيشون على أقل من واحد 1 دولار في اليوم الواحد ،و 25 ٪ من وفيات الأطفال سنويا بسبب داء الملاريا ، كما أن 6 ٪ من وفيات الأطفال هي نتيجة لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، و 500.000 طفل يموتون في اليوم الذي يولدون فيه، كما أن مليون طفل يموتون خلال الشهر الأول من حياتهم. الهام/س