استقال وزير الكهرباء العراقي أول أمس بعد احتجاجات على حالات انقطاع التيار الكهربائي التي تعاني منها البلاد والتي زادت حدة التوتر مع عدم تشكيل حكومة جديدة رغم إجراء الانتخابات العامة في مارس الماضي. وأبلغ الوزير كريم وحيد تلفزيون العراقية الرسمي أنه استقال بسبب فشل الحكومة في توفير ما يكفي من الكهرباء برغم مرور سنوات على الغزو الأميركي. واستجاب الوزير باستقالته لأحد مطالب المحتجين الذين اشتبكوا مع الشرطة في البصرة بجنوب البلاد يوم السبت الماضي والناصرية في الجنوب أيضا. وكان المئات من العراقيين قد خرجوا أمس في مظاهرة حاشدة في مدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) للمطالبة بحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مدينة الناصرية التي تصل إلى أكثر من 18 ساعة يوميا في ظل ارتفاع درجات الحرارة في البلاد التي تقترب من 50 درجة مئوية. وردد المتظاهرون شعارات تطالب المسؤولين المحليين بالإيفاء بالتزاماتهم الانتخابية والوعود التي أطلقوها قبيل إجراء الانتخابات في البلاد بحل أزمة الكهرباء المتفاقمة منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003 وعجز الحكومات المتعاقبة عن حل الأزمة. وقام متظاهرون ناقمون برمي حراس مبنى مجلس المحافظة بالحجارة في حالة من الفوضى وردت الأجهزة الأمنية بإطلاق عيارات نارية في الهواء وغازات مدمعة ومياه لتفريق المتظاهرين. وقال الطبيب صدام الطويل مدير مستشفى الحسين التعليمي في المدينة لوكالة الأنباء الألمانية "إن المستشفى استقبل 13 حالة إصابة غالبيتهم من عناصر الشرطة ومتظاهرين بينهم ثلاثة في حالة خطرة". من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. ودعا طالب الحسن محافظ الناصرية الأجهزة الأمنية كافة إلى عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين. وقال الحسن في بيان صحفي "أطالب الأجهزة الأمنية بعدم التجاوز ضد المتظاهرين والحفاظ على حرمة الدم وعدم التعامل مع ردود الأفعال".