وصل جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أمس إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة مفاجئة تزامنا مع بدء القوات الأمريكية عمليات انسحابها من هذا البلد وفق الخطة التي وضعتها إدارة الرئيس باراك اوباما.واستقبل بايدن منتصف نهار أمس من طرف السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالإضافة إلى قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو. وتعد هذه اول زيارة يقوم بها نائب الرئيس الأمريكي إلى العراق منذ بداية العام الجاري بعد زيارة مفاجئة إلى هذا البلد في محاولة لإيجاد تسوية للازمة السياسية بين فرقاء الأزمة العراقية بعد إقدام لجنة انتخابية على رفض ترشيحات عشرات المرشحين لخوض تلك الانتخابات التي جرت في السابع مارس الماضي بدعوى انتماءهم إلى حزب البعث المحظور أو بتهمة علاقتهم بالمقاومة العراقية. وكاد ذلك القرار أن يكون بداية لانفراط عقد الوضع السياسي وتعثر العملية السياسية من أساسها بعد أن رأت في ذلك أحزاب عراقية بأنه مجرد تصفية حسابات على خلفية طائفية او عرقية وهددت بالانسحاب نهائيا من هذه الانتخابات الأمر الذي أثار مخاوف الادارة الامريكية التي سارعت إلى احتواء الوضع قبل حدوث الشرخ النهائي. يذكر ان القوات الأمريكية شرعت في سحب أولى وحداتها القتالية من العراق طبقا للاستراتيجية التي وضعها الرئيس باراك اوباما بمجرد وصوله إلى سدة الرئاسة الأمريكية في البيت الأبيض شهر جانفي من العام الماضي. ونصت خطة الانسحاب على أن يتم تقليص تعداد وحدات المارينز من 77 ألف عسكري إلى 50 ألف فقط بحلول الفاتح من شهر سبتمبر القادم. ولكن الإدارة الأمريكية بدأت تشعر بسوء تقديرها للوضع العام في العراق في ظل عودة أعمال العنف والتفجيرات الانتحارية قابله فشل القوات العراقية في احتواء الوضع الأمني. وزادت حالة الاحتقان السياسي الذي تعرفه العملية السياسية منذ الانتخابات النيابية الأخيرة والتي أسفرت عن تشكيلة برلمانية متعددة جديدة ولكن فعاليات الخارطة السياسية فشلوا في مقابل ذلك في التوصل إلى صيغة توافقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع العمل السياسي على سكته. وكانت تصريحات موفق الربيعي المستشار الأمني في الحكومة المنتهية عهدتها قبل ثلاثة أيام والتي أكد من خلالها أن هذا الفشل تسببت فيه تدخلات لقوى إقليمية ودولية وعدد من بينها الولاياتالمتحدة وإيران. وكانت تلك التصريحات بمثابة قنبلة أخرى وضعت على طريق المصالحة العراقية وأكدت أن تسوية الأزمة السياسية العراقية ليس ليوم غد بالنظر إلى درجة العداء المتأجج بين واشنطن وطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني وشكل الوضع العراقي مسرحا له.