تتحول قلعة بني حماد التي تحتضنها جبال تاقربوست بالمعاضيد خلال فصل الصيف إلى موقع يقصده بكثرة سكان عديد البلديات الشرقية لولاية المسيلة. ويعود هذا التفضيل حسبما علم من بلدية المعاضيد إلى عدة معطيات أولها موقع القلعة على ارتفاع يفوق 1.000 متر ما يتيح للزوار التمتع بهواء بارد منعش ونقي يجنبهم التيار الهوائي الساخن الذي يلازمهم في المدن التي يقطنون بها خصوصا بعاصمة الولاية المعروفة بانخفاضها عن مستوى سطح البحر ما يجعلها ذات مناخ حار أثناء فصل الصيف. وحسب نفس المصدر فإن العامل الثاني الذي يساهم في جلب الزوار إلى قلعة بني حماد قربها من عديد كبريات مدن الولاية فهي على بعد 30 كلم من عاصمة الولاية و 25 كلم عن أولاد دراج و ما يفوق عن ال40 كلم عن مقرة و برهوم بل و يقصدها كذلك عديد الزوار من بلديات أبعد على غرار تارمونت وأولاد منصور اللتين تبعدان عن المعاضيد بما يزيد عن 60 كلم. ووفق نفس المصدر فإن العامل الأساسي في هذا الجلب السياحي للقلعة خصوصا أثناء فصل الصيف الذي يصادف العطل يتمثل في كونها صرحا معماريا إسلاميا بامتياز تشهد عليه منارة القلعة وقصورها كقصر البحر. والقلعة حسبما يضيف نفس المصدر تعد أكثر استقطابا للزوار في فصل الحر لاعتبار آخر يتمثل في تنوع المواقع السياحية من أثرية و وجود غطاء غابي يحيط بالقلعة وما يحتويه هذا الأخير من تنوع حيوي. و عن فئات الزوار الذين يترددون على قلعة بني حماد يضيف نفس المصدر فإنها غالبا ما تتمثل في عائلات تأتي لقضاء يوم من الراحة والاستجمام وأحيانا أخرى شبابا يمتطون دراجات نارية قادمة خصوصا من عاصمة الولاية وأولاد دراج كونهما الأقرب إلى القلعة والمعاضيد. وعلى الرغم من هذا الإقبال الملحوظ في مثل هذه الفترة من السنة بالذات تبقى وسائل الاستقبال ببلدية المعاضيد حسب رئيس جمعية التضامن مع الشباب الريفي محمد دحماني و بعض أعضاء جمعية القلعة منعدمة بل و تقتصر في بعض محلات المواد الغذائية وأكشاك دون وجود أي مرفق فندقي من شأنه أن يكون في المستقبل موقعا لإيواء المقبلين على القلعة من مناطق بعيدة. ويرى نفس المصدر أنه أصبح من الضروري العمل على ترقية الاستثمار بالقلعة من خلال الإشهار بالقلعة من خلال استحداث تنظيم بعض التظاهرات الفنية والثقافية على غرار السنوات الثلاث الأخيرة التي استقبلت فيها قلعة بني حماد زوارا من مختلف أنحاء الوطن ضمن ملتقيين وأيام ربيع القلعة. وبالتوازي مع ذلك فإن السلطات المحلية حسبما يضيف نفس المصدر مدعوة إلى بذل الجهد لأجل خلق فضاءات ثقافية وفنية وإعادة إحياء بعض المهرجانات التي كانت تنظم بالقلعة خصوصا المهرجان الدولي لقلعة بني حماد. وذكر نفس المصدر أن الزيارات إلى قلعة بني حماد تكثفت خلال السنة الماضية لتشمل ما يزيد عن 10 آلاف زائر خلال ستة أشهر مواتية للسياحة أي ذات جو ملائم ويرتقب أن تعمل الجمعيتان السالف ذكرهما على رفع هذا العدد خلال العام الجاري إلى الضعف من خلال تحضير خارطة للنشاطات الثقافية والفنية والعلمية التي سيتم إحياؤها بالقلعة خلال فصلي الصيف والخريف المقبلين. ويتوقع نفس المصدر "مستقبلا سياحيا زاهرا" بقلعة بني حماد خصوصا بعد أن يتم استلام بيت الشباب الذي يتسع ل 50 سريرا والذي تجري أشغال بنائه ما سيكون له الأثر الإيجابي على السياحة الشبانية بالمنطقة عموما. تجدر الإشارة إلى أن قلعة بني حماد المصنفة موروثا ثقافيا عالميا من قبل اليونيسكو بداية من العام 1980 بنيت بطراز معماري إسلامي ورعي فيها الجانب العسكري يتجلى من خلال كثرة البوابات المحيطة بالمدينة تعود للعام 1007 للميلاد وكانت احتفلت بألفيتها سنة 2007 غير أنها لا تزال حسب سكان المعاضيد وممثلي المجتمع المدني غير مثمنة من النواحي التاريخية والأثرية والسياحية والثقافية.