ثمنت الحركة الجمعوية والمجتمع المدني لبلدية المعاضيد، في ولاية المسيلة، المبادرة التي قامت بها وزيرة الثقافة مؤخرا بإعلانها عن مخطط وطني لحماية قلعة بني حماد، في ظل ما تعانيه الكنوز الأثرية بالمنطقة من إهمال يهددها بالزوال، وهو ما اسعد السكان عموما والجمعيات النشطة التي طالبت بضرورة عودة المهرجان الوطني لقلعة بني حماد وترسميه سنويا، وهو المهرجان الذي كان يضاهي العديد من المهرجانات التي تقام في بعض الولايات من الوطن . وحسب رئيس جمعية التضامن مع الشباب الريفي، محمد دحماني، فان مشروع حماية قلعة بني حماد يأتي في ظل المطالب التي رفعتها الحركة الجمعوية والمجتمع المدني ببلدية المعاضيد خلال السنوات الأخيرة، والتي على رأسها جمعية التضامن مع الشباب الريفي، وجمعية الحماديين للثقافة، وأصدقاء قلعة بني حماد، خاصة بعد قيام الوزيرة بزيارة للمنطقة واطلاعها ميدانيا على الوضعية التي آلت إليها الكنوز الأثرية بها، مما جعلها تتخذ قرار الشروع في حمايتها بمشروع ضخم سيعود بالفائدة على المنطقة . المشروع الذي تزامن مع الإكتشاف الأخير لمواقع أثرية بمنطقة الزيتون، والتي تعود لأكثر من خمسة ألاف سنة من قبل الأستاذ الباحث النذير قوادرية من جامعة المسيلة، والذي من شأنه أن يكون نقطة تحول في مسار تنمية المنطقة، خاصة من الناحية السياحية في ظل ما تزخر به من مؤهلات سياحية وثقافية. ولازالت كثير من المناطق عبر جبال منطقة المعاضيد بأولاد منصور وأولاد شعيب والزرايف والزيتون وبوتقة وحمو وبسور، تكتنز كنوزا أثرية وسياحية مازالت بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لاكتشاف آثار نادرة ،بالإضافة إلى الكنوز الأثرية لأثار قلعة بني حماد، والتي يتطلع سكانها إلى تصنيفها حظيرة وطنية خلال السنوات القادمة. وحسبما جاء في رد وزيرة الثقافة في مجلس الأمة مؤخرا، فإن المخطط الوطني لحماية أثار قلعة بني حماد سيكون مطابقا لمواصفات منظمتي “اليونسكو” و”الأليكسو”، مؤكدة أن الترتيبات والإجراءات المتخذة لحماية هذا المعلم التاريخي والأثري، بأن “قلعة بني حماد” موقع مصنف ضمن التراث العالمي، وهذا التصنيف يستدعي جملة من المسؤوليات والإجراءات الصارمة في مجال الحفاظ على المعالم الأثرية التاريخية، مبرزة أنه تم صدور قانون جديد سنة 1998 قصد إعادة الاعتبار للآثار في الجزائر، خاصة العربية والإسلامية والأمازيغية، وترميمها بمواصفات عالمية. وحسب تومي، فإنه سينظم معرض ضخم حول “قلعة بني حماد” بمناسبة تظاهرة “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية” المقرر إطلاقها مطلع السنة القادمة. للإشارة؛ فإن المنطقة عرفت، خلال شهر أفريل المنصرم، تنظيم الطبعة الخامسة من ربيع القلعة الثقافي والسياحي والرياضي، والذي سيكون السنة المقبلة في طبعة وطنية.