عثمان بن عفان رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد بشره بها مرارا، وكان عثمان رضي الله عنه من الصحابة وأهل الشورى الذين يُؤخذ رأيهم في أمهات المسائل في خلافة أبي بكر، وكانت مكانة عثمان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كمكانة الوزير من الخليفة، فقد أشار عثمان بن عفان رضي الله عنه على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتدوين الدواين، وأشار عليه أيضا بجعل السنة الهجرية تبدأ بالمحرم بعد أن اتفقوا على جعل مبدأ التاريخ الإسلامي من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: صعِد النبي صلى الله عليه وسلم أُحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل، فقال عليه الصلاة والسلام: (أُسْكُن أُحد، فليس عليك إلا نبي وصدِّيق وشهيدان) رواه البخاري. وقد عُرف عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه رجُل حيي، فأشهر خلائق عثمان رضي الله عنه وأحلاها تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها، وهو خلق الحياء، فكان رضي الله عنه شديد الحياء، حتى رُوي عنه أنه كان يكون في البيت وحده والباب مغلق عليه فما يضع ثوبه عنه عند الغسل ليَفيض الماء، وقد عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم فيه هذا الخلق، روى مسلم عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوَّى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تَهْتَش له ولم تُبَالِه ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تُبَالِه، ثم دخل عثمان فجلستَ وسوَّيت ثيابك، فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).