إن رابع زوجة تزوّجها النبيُ صلى الله عليه وسلم بعد خديجة وسودة بنت زمعة وعائشة رضي الله عنهن؛ هي حفصةَ بنتِ عمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ وسبب زواجه منها أن زوجها خُنيس بن قيس توفي عنها فترمّلت؛ فلما انقضت عدّتها عرضها والدها على أبي بكر رضي الله عنه فرفض؛ ثم عرضها على عثمان فأبى؛ فدخل عمر إلى بيت رسول الله مُغضبا وأخبره بما لقي من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما؛ فابتسم النبي وقال: (يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان؛ ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة) فسُرّ عمرُ سرورًا عظيما وذهب ما كان قد وجد في صدره؛ فقد طيّب النبي خاطره وضمّد جُرح حفصة الذي تفتق لفقدها زوجها.حفصة رضي الله عنها الصوّامة القوّامة؛ حافظة القرآن الكريم؛ فضل حفصة رضي الله عنها لا ينبغي لأي مسلم أو مسلمة أن لا يعلمه؛ فهي واحدة من أسباب حفظ كتاب الله ونسخه وطبعه؛ فقد كتب في الصحف على عهد أبي بكر بعدما جُمع؛ فلما توفي ترك الصحف عند عمر؛ فلما توفي كان عند حفصة رضي الله عنهم إلى أن احتاجت إليه الأمة حيث طلبه عثمان لأجل النسخ وإرسالها إلى الآفاق؛ ففضل حفصة بعد كونها زوجة للنبي لا يُنكره أحد أوتي كتاب الله، فرضي الله عنها وعن أبيها وعن الصحابة أجمعين.