في تاريخ ثقافتِنا الحديثة، يعبر بنا كُتّاب ومثقّفون أسهموا، إلى جانب عملهم الأكاديمي وما تفرض عليهم شروط الفكر والثّقافة من النّهوض بمشروع التّنوير في مجتمعاتهم، في وصل العلاقات المثْلومة والمتوتّرة، جيوسياسياً وثقافياً، بين الشّرق والغرب، الشّمال والجنُوب، أو، بتحديدٍ أدقّ، بين العرب والمسلمين ومن يتماسّ معهُمْ، تاريخياًّ، في مُفْترق طرق التّجاذُب الإيديولوجي والفكري والحضاري العامّ. وإذا كان المستشرقون، منذ بدايات القرن التّاسع عشر، قد بادروا بدوافع مختلفة إلى الاتّصال بالثّقافة العربيّة، والتعرّف على مكوّناتها الدّينية والإثنيّة والاجتماعيّة والجماليّة منْ أضابيرها ومظانّها وتنظّراتها في الواقع ، إلّا أنّنا نشكو اليوْم، مثْل نبّهنا إلى ذلك عمل إدوارد سعيد ومحاذيره، حجْم الأخْطاء والمزالق المعْرفيّة والمنْهجيّة الّتي وقع فيها عددٌ غيْر يسير منْهم منْ منطلق الخلْفيّات والأطُر المُوجِّهة لعملهم، وبدل أنْ يكون مسْعاهم تغطية للواقع ومُمْكناته كان تغطية عليه، طالما كان خطابهم الأنثروبولوجي يسْتهوي فيهم البحث عن العجيب والغرائبي في صورة الآخر/المُتأخّر. ولوْلا عملُ مثقّفينا، والجهد الّذي بذلوه في النّهوض بثقافتنا، وإطْلاع الغير على مناحٍ مُهمّة منْها بلُغة الدّول المُضيفة لهُمْ في أوربّا وأمريكا،لاستمرّ مجاز الصُّورة وتوريتها على ما خُطَّ له، وإنْ كانتْ تتذبذب حسب مراحل اشتداد التجاذب وسوء الفهم الجارية حتّى السّاعة. جمال الدّين بن الشّيخ ونقد الاستشراق الأدبيّ ضمْن آخرين، وفي مجالاتٍ وحقول معرفيّة أخرى،أمثال إدوار سعيد، محمود درويش، حليم بركات، محمّد أركون، عبد الكبير الخطيبي، أدونيس، سلمى الخضراء الجيوسي، عبداللّه العروي، كمال أبو ديب، فاطمة المرنيسي، عبد الفتّاح كيليطو، عبداللّه حمّودي، عبدالباري عطوان، نصير شمّه، أمل الجبوري، ضياء العزاوي، صلاح ستيتيه وغيرهم، يدخل عمل جمال الدّين بن الشّيخ {1930 2005} في هذا المشروع التّنْويري والحِواريّ، منذ ما يقْرُب منْ أربعة عقُود، يسكنه نُكْران ذات المُحبّ، وصفاء أرومة الباحث في الوصْل مابيْن القادم منْها وإليْها، ممّا يفْرضه ذلك منْ معْرفةٍ بآداب الضيافة وحُسْن الجوار، بعيداً عن الانغلاق على الهويّة أو الإحْساس بالدُّونيّة أو التنصّل منْ مسؤوليته كمُثقّف تشغله قضايا إبستيمولوجية تخُصّ نوْعيّة عمله حتّى صار وجهاً بازغاً للْعِلم بفرنْسا الّتي نزل بها مُهاجراً في بحر الستّينيات من القرن العشرين، ومرجِعاً موثوقاً به يعود إليه ممّنْ يبْحثون في قضايا الثّقافة العربيّة أمثال رولان بارث وهنْري ميشونيك وغيرهما. في فرنسا، أوجد جمال الدّين بن الشيخ لنفْسه موطئ قدم في الوسط الثّقافي، وعلى أرْض ٍ ما تفتأ تهْتزّ تحْت الزّلازل والرّجّات الفكْرية والجماليّة منذ أواخر الستينيات؛ وقد مثّل، بحقّ، ثقافة كانتْ مهجورة أوْ منْظوراً إليْها من خلال الكليشيهات التي كان يُشيعها خطابٌ كولونيالي متعسّف، واستِشراقي مُغْرق في مركزيّته ومُغْرض في رؤيته؛ ولعلّ أهمّ هذه الكليشيهات كانتْ تقْدم من نصوص الشعر القديم، والسّرد العجائبيّ، والتّأْويل الإسلامي لموضوعات مخصوصة كالجسد والعشق والخيال والرّؤيا وغيرها. منْ فتنة الشّعر العربي القديم إلى القول الآسر في ألف ليلة وليْلة، مُروراً بالضّفاف الخصيبة الّتي تسْكنُها الشّعْرية العربيّة وروحانيّة الإسلام، قدّم جمال الدّين بن الشيخ عملاً مميَّزأً ولافتاً فتح فيه تراث العرب الأدبي والثّقافي على أسْئلة المنْهج الحديث ،وواجب المعْرفة وموردها، بغاية تهويته وإدْماجِه في سيرورة التّأْويل الّتي تُخْرجه منْ شرْنقة المنْع والتّقْديس،وتُحرّره من الرّؤْية الاسْتشراقية المُغْرضة. هكذا، سوْف ينْكبّ جمال الدّين بن الشّيخ، الجزائريّ المولود بمرس السلطان أحد أشهر أحياء الدارالبيضاء المغْربية، على الإخْلاص لدرْسٍ لنْ يتَوَانى في العمل على قضايا مركّبة ونُصوص إشكاليّة، وتفْكيكها بعد إعادتها إلى ضوْء المعرفة، وتخليصها من "إستراتيجية الهيمنة" في سياق العلاقة المُخْتلّة بين الذّات الغربية وموضوعاتها الوافدة من الشّرْق أساساً، بما فيه موْضوع الأدب الّذي تخصّص فيه اْبن الشّيخ، الّذي لمْ تنْفصلْ قراءتُه له عن انْشغاله بأسئلة التّحديث في الفكر والتّاريخ والْمُجتمع من خلال مواقف ومبادئ لم تتزحزحْ، قيد أنْمُلة، عن الْحَقّ في الاختلاف الجماليّ والسوسيوثقافيّ، وهو الّذي صرّح بملْء فيه: "أنا، المُهاجر المغاربيّ العاشق لفرنْسا"، في وقْتٍ كانتْ موْجةُ العُنْصريّة ومعاداة الأصُول المغاربيّة للْمُهاجرين خاصّة والإسْلام عامّة تطْفو على سطْح ثقافةٍ تشبّع منْها بقيم الحُرّيّة والمُساواة والأخوّة، وأتاح لهُ فضاؤُها السّفَرَ، بحُرّيّة، في اخْتياراته ورهاناته. وقدْ سُئِلَ جمال الدّين بن الشّيخ: لماذا لا يعود إلى بلده الجزائر؟، أجاب بأنّهُ لا يُمْكنه ذلك لأنّ في الْجزائر ليْس بمقْدوره أنْ يُنْتِج مثْلما الحالُ في فرنْسا. الاغتراب، لكن الْحُرِّيّة. سؤل الشّعر والشّعرية في عمله النّقدي شكّل الشّعْر العربيّ، بالنّسبة إلى جمال الدّين بن الشّيخ، صلة الوصل الأولى لخوْض البحْث في الثّقافة العربيّة، ومرجع ذلك إلى عدّة أسباب مِنْها أنّ خطاب الشّعر كانت له أسْبقيّة داخلها لاْعتباراتٍ فكْريّة، لغويّة وجماليّة. توجَّه، في بداية عمله النّقْديّ، إلى الاهتمام بخمْريّات أبي نواس وأشْعار المتنبّي بحْثاً وترْجمة، مثْلما خصّ الأنْسكلوبيديا العالميّة بدراسة لمّاحة حول"الغنائيّة في الشّعْر العربيّ" تكْشف فجاجة التّصوُّر الذي يختزل تاريخ هذا الشّعْر في أنّه "شعْرٌ غِنائيٌّ" كما كرّستْ ذلك الدّراسات الإسْتشْراقيّة، رافضاً أنْ يخْضعه للتّمرْكُز حوْل الذّات الغرْبيّة، ولسلْطة التّسْميّة فيها، ضمن الاهتمام الأوربّي بالتّعرُّف على آخرهم "الشّعْريّ" في الثّقافات الوافدة عليْه من الشّرق[العربيّة، الفارسيّة، الصينيّة واليابانيّة تحديداً]. كان العُبور إلى البناء النصّي في تأمُّل الغِنائيّة العربيّة حاسماً في تحْليل ابن الشّيخ، حيْثُ يتعاضدُ البحْثُ في شكْل القصيدةِ وتركيبها الأغْراضي مع البحْث في لُغتِها ومراجِعِها بيْن الواقع والْكِتابة، اللِّسان والفَرْد، وما يترتّب على ذلك منْ إنْشاء الرُّؤْية الغِنائيّة في العالم بحسَب الذّوات الشّاعرة، في غيْر عصْرٍ مُعْطى. لكنّ العملَ الّذي يُقدّم درْس جكال الدّين بن الشّيخ في الحِرْص على تقصّي المنْهج والمعْرِفة، وعدم المهادنة مع اسْتِرْسال الجهْل والحجْب والنِّسْيان في موْضوع الشّعْر العربيّ ومُهيْمناته النصّيّة والجَماليّة كان، بلا شكّ، كتابه ذائع الصّيت"الشّعْريّة العربيّة"، الّذي عَمِلَ ،بوصْفه مشْروع قراءةٍ نقْديّة على تفْكيك مقولات الإسْتِشْراق الغرْبيّ عامّة، والفرنْسيّ تحديداً، حيْثُ ينْتَهج فيه قطيعةً مع التّصوُّرات والأدوات الكلاسيكيّة في مُقاربة الموْروث الشّعْريّ العربيّ إبّانَ العصْر الوسيط، وذلك بهدف الوقوف على ما يؤسّسُ خاصّية هذا الشّعْر ونظامه عبْر رؤْية منْهجيّة نافذة لا تُهادن، في جِهازِها المفاهيمي ولغتها الواصِفة، سُلْطة الْحِجاب الّتي تغذّتْ على بعْض النّزعات المُعْتبرة عِلْماً. في مقدّمة الكتاب يُذكّرُنا "بأنّ وضع الشّعْر قدْ تحدَّد في قلْب تفْكيرٍ منْ طبيعةٍ إبستيمولوجيّ"، وهو ما جعل منْه لحظاتٍ قويّةٍ يستقصي فيها بقدْرما يستكشف المتخيّل الرّفيع والتقْنيّة المستندة إلى عمل المعْرفة وواجِبها الّذي يسْتَدْعي مقوّمات العصْر الثّقافيّة برُمَّتها. ومن الْمُؤْسف، حقّاً، أنْ تظلّ هذه القراءة المشْروع مهْجورة في تاريخ ثقافتِنا الشّعْريّة الحديثة منذ أنْ صدرت لأوّل مرّة عنْ منْشورات الأنثروبوس الفرنسيّة عام 1975،في وقْتٍ كانتْ للدّراسات الأدبيّة، المُحتمية بالإيديولوجيا ونظريّات الظُّروف الخارِجيّة المُسْتَرْسلة في عمى السّائد النّقْديّ،السُّلْطان الأقْوى على خطاب الشّعْر ونقْدِه وتداولِه،والّتي لمْ يكُنْ لكثيرٍ منْها واجبُ المعْرفة واسْتقصاء المنهج الحديث؛ ولوْلا التّرجمة، الجيّدة في بابها، الّتي رعتْها دار توبقال المغْربيّة بإيعازٍ منْ الشّاعر محمّد بنّيس، لاسْتمرّ منفى ابن الشيخ في اللُّغة العربيّة الّتي أحبَّها، وأحبّ فكْرَها وآدابَها، وتأبّد نسْيانُه بين أُدبائها ردحاً من الدّهر. تحرير المعنى بفعل التّرجمة إلى ذلك، استحقّ مشروعُ التّرجمة في فكر ابن الشّيخ وعمله الأكاديميّ منزلةً خاصّة، وهو الذي كان يعتبر الترجمة عاملاً مهمّاً في الحوار بين الشّرق والغَرْب، وقد ترجم في هذا الإطار خمريات أبي نواس، وأشعار المتنبي، ومقاطع مهمّة من مقدّمة ابن خلْدون، وقصّة الإسراء والمعراج محقّقة ومُسْتقاة من عددٍ هامّ من المصادر تحت عنوانه الأصلي "الحلم الوهاج والحديث الهياج بمعجزة الإسراء والمعراج"، وفيه نجِدُ عملاً متكاملاً عنْ هذه الرّحلة النبويّة ترجمةً، وتعْليقاً، ومُقارنةً بين الروايات المُختلفة بِخُصوصِها، مُبْرزاً قوّة السّرْد والمُتخيّل الخارق لكلّ حدّ، والرّؤية التي يعتمدها في التّعامل الخَشوع مع الإسْلام الّذي كان يُنادي بروحانيّته ضدّ نزْعة الاستبداد والتسلُّط. وفي الأنسكلوبيديا العالمية نفسها، كان ابن الشيخ قد ترجم لعدد من الشعراء القدماء (عدي بن زيد، أبو محجن الثقفي، جرير، الفرزدق، حسان بن ثابت، الحطيئة، الوليد، أمرؤ القيس، الكميت، كثيّر بن عزة، لبيد، الطرماح، زهير، أبو نواس، أبو تمام، المتنبي)، والحديثين (أدونيس، صلاح عبدالصبور)، وعلماء البلاغة والنقد (ابن رشيق، الجاحظ، إبن خلدون)؛ مثلما سلّط الضوء على فنّ المقامة، وتاريخ الأدب العربي، والآداب المغاربية. غير أنَّ مشروع عمره كان التّرجمة الكاملة لكتاب "ألف ليلة وليلة"، التي حرص على إتمامها رفقة صديقه المستشرق أنْدري ميكيل قبل أن نفتقده، وتمّ لهُ ذلك فصارتْ،الْيوم المرجع الحديث الأكثر اكتمالاً وصدقيّةً منذ الترجمة الأولى التي أنجزها الفرنسي أنطوان غالان في القرن الثامن عشر للميلاد؛ ولقدْ استغرق إنجاز هذا العمل الضّخْم سنوات من الصَّبْر والأناة تخلّلتْها عدة دراسات حول الحكايات نفسها مثل "ألف ليلة وليلة أو القول الأسير"، و"ألف حكاية وحكاية لليل" بالتعاون مع أندري ميكيل، بل إنّ ابن الشّيخ أنشأ في "كوليج دوفرانس" تجمُّعاً للبحث في حكايات ألف ليلة وليلة بوصفها تضم عيون السرد العربي العجائبي، وأحد أهم وأجمل الأعمال الرئيسية التي خلَّدتْها الثقافة الإنسانية وآدابها عبر تاريخها الطويل .لهذا كان عملُهُ على الكِتاب مُضاعفاً: يُترْجمُه، ويتحرّى أكْبر درَجات المِصْداقيّة والأمانة في نقْله إلى لُغةٍ منْ طبيعةٍ ثقافيّة مُغايرة، عدا أنّه وهو الأهمّ يُزيح الرُّؤْية الإسْتِشْراقيّة، بقدر ما يستثير السِّحر الّذي يُنْتِج اللّيالي من أجْل الوصول إلى جوهرها. بهذا المعنى، يعْتبر مشروع التّرجمة لدى ابن الشّيخ غيْر منفصلٍ عن رُوحٍ لافتةٍ في الإخلاص لعملها، وحبِّها لموضوعها بالقدر الذي يفيد تراث الثقافة العربية المضيء ويخلّصُ حاضِرها من الرُّؤْية الإسْتِشْراقيّة. إنّه مشروع حضاري يكشف عن الطاقات المبدعة لدى العرب القدامى، ويبيّن مثلما قال أندريه ميكال في المقدمة الثراء المذهل للثقافة العربية والإسلامية في مرحلة تاريخية معينة من تنوّعها وقدرتها على استيعاب الثقافات الأخرى والتفاعل معها. وإذا كان يشير إلى بعض مضامين حكايات اللّيالي فلكي يظهر هواجس الذين كتبوها أو رووها مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والحب والنوازع الحسية، فيما هم يختصرون الضمير الجماعيّ لمجتمعاتهم. لقد كانت ترجمة الكتاب، في الواقع، ردّ فعل على حالة الجمود والفقر الإبداعي التي يعيشها العالم العربي اليوم، بقدر ما هي ردّ فعل على الأفكار المسبقة التي يحملها الغرب عن الشرق. إلى ذلك، كان يُدافع ،بدون مراء،عن الثّقافة العربيّة والتُّراث الإسْلاميّ في الوسَط الفرنْسيّ ومنْ ثمّة الأوربّي، بقدْرما كان قلْبه ووِجْدانه لا يكُفّان عن الخفْق بدرجةٍ تُفْصِح عن انتماءٍ صادقٍ وعميقٍ لجُذوره الحضاريّة والثّقافيّة كعربيّ مسلم.فلكمْ تأثّر ابن الشّيخ لكلّ ما كان يقعُ من حوادث ومآسٍ ومُتغيّرات تحصل في البلاد العربيّة ، وعبّر عنْه في كثير منْ مقالاته التي لمْ يتأخّر فيها عن إبداء آرائه بوضوح يُظهره صاحب مواقف ومبادئ أخلاقيّة وسياسيّة حازمة منْ قضايا فلسْطين ،والصراع العربيّ الإسْرائيليّ،ومُشْكلات التّحْديث والديمقراطية،والتّطرُّف الدّيني، والعُنْصريّة ، والتّسلّط والإسْتبداد وغيْرها ممّا شغل فكْره في هذه المقالات التي جمعها في كتاب "كتابات سياسيّة" ، الصّادر عام 2001. جمال الدّين بن الشيخ شاعرا خلْف شخْصيّة المفكّر والنّاقد والأكاديميّ الّتي شغلتْها أسْئلة المعْرفة والمنْهج والرؤية، شقّ ابن الشّيخ طريقاً أُخْرى تضيء عبْر الكلمات العالم الموازيّ،السحريّ، الحرّ الّذي لا يزول لذاتٍ متصدّعة، قلقة وحالمة تتكلّم عصرها المُضطرب بقدْرما تقْفو أثَرها في الكتابة والحياة، وهيْ تتكشّف لنا منْ خلال سجلّ أسْلوبيّ وتيماتيّ مخْصوص يُفْصح عن"القصيدة الإنسان" الّتي تمزج بين اللّسان الفرنسي بتركيبه ونظامه البلاغيّ والكتابيّ، وبين المُتخيّل الذي يرفد أطْيافه من مدوّنة الشعْر العربيّ القديم ، الّتي أدْمنها عبر مقْروئيّته العميقة له، ومن نُصوص الشعر الحديث المؤسّسة، الّتي لمْ يخلف عن الإصغاء لقضاياها المعرفية والجماليّة وتأمُّلها .