تبنت حركة طالبان باكستان مسؤولية الهجمات "الانتحارية" التي استهدفت احتفالا للشيعة في لاهور شرق باكستان خلفت 35 قتيلا و250 جريحا. وقال زعيم الحركة حكيم الله محسود إن الهجمات جاءت ردا على ما قال إنه استهداف الشيعة لعدد من علماء أهل السنة ومنهم النائب الإسلامي معراج الدين. ومن جهتها نقلت أسوشيتد برس عن وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك تأكيده أن الحكومة مصممة على سحق المسلحين مضيفا أن قوات الأمن ستنفذ عمليات ضدهم "إلى غاية القضاء على طالبان". وجاء هذا التصريح بعد أن كانت طائرات عسكرية باكستانية شنت غارات على مواقع للمسلحين في وادي تيراه بمنطقة خيبر شمال غرب البلاد أسفرت عن مقتل 45 مسلحا وأفراد من عائلاتهم كانوا قد فروا من العمليات العسكرية التي نفذها الجيش في وادي سوات والمناطق الشمالية الغربية. أما رئيس التحقيقات بشرطة لاهور ذو الفقار حميد فقال إن التحقيقات بشأن الهجمات لازالت متواصلة، لكنه لم يتم حتى الآن اعتقال أي شخص. وتعد هذه أسوأ تفجيرات في باكستان منذ بدأت الفيضانات تجتاح مناطق واسعة من البلاد قبل أكثر من شهر. وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في بيان "في وقت تعيش الأمة في حزن بسبب معاناة المتضررين من الفيضانات يتورط هؤلاء الإرهابيون في تنفيذ أجندتهم الخاصة". وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في شوارع لاهور لمنع تكرار تلك الهجمات من خلال تعزيز وتأهب قوات الأمن. ونقلت وكالة رويترز عن سجاد بوتا المسؤول الإداري في لاهور قوله إنهم استدعوا قوات الأمن بعد تفجيرات الليلة الماضية، مشيرا إلى أنها "على درجة عالية من التأهب، ويمكن استدعاؤها مرة أخرى في أي وقت إذا كانت هناك حاجة". وشهدت باكستان موجة من الهجمات منذ عام 2007 خلفت أكثر من 3600 قتيل اتهمت حركة طالبان باكستان بتنفيذ أغلبها. وتزامنت هذه التطورات مع إدراج واشنطن رسميا طالبان باكستان على القائمة الأميركية السوداء للمنظمات الإرهابية، وأصدرت مذكرة توقيف ضد زعيمها محسود لاتهامه بالوقوف وراء مقتل سبعة أميركيين من عناصر الاستخبارات الأميركية. وكانت حركة طالبان باكستان قد تبنت عدة هجمات على مصالح أميركية أبرزها محاولة تفجير سيارة مفخخة بميدان تايمز في نيويورك في ماي الماضي، وتفجير انتحاري استهدف القنصلية الأميركية في بيشاور في أفريل الماضي، والهجوم "الانتحاري" على قاعدة عسكرية أميركية في خوست بأفغانستان في ديسمبر 2009.