تمكنت مؤسسة بريد الجزائر أخيرا من وضع حد للازمة الحادة التي كانت تعرفها في نقص الصكوك البريدية، وطول فترة الانتظار للحصول على دفتر جديد وهو ما كان يؤرق العديد من زبائنها، بعد أن صارت المشادات الكلامية صورة عادية في مقر ساحة الشهداء بسبب سخط المواطنين، حيث أصبح الحصول على دفتر بريدي لا يتجاوز 15 يوما أو أقل، وكان زبائن المؤسسة يشتكون من عدم تلقيهم دفاتر الصكوك البريدية التي يطلبونها منذ عدة أسابيع حتى لا نقول عدة أشهر ،وهو ما كان يقلق الزبائن خاصة أولئك الذين نفذت أوراق صكوكهم وحتى استعمال ما يسمى بصكوك النجدة باعتبار أن المبلغ الأقصى محدد ب20 ألف دينار مع ضرورة إحضار صورة طبق الأصل لبطاقة التعريف الوطنية إذ أن هذه التأخيرات أثرت على عمليات سحب الأموال وتسببت في طوابير لا متناهية أمام شبابيك بريد الجزائر لتردد الزبائن الذين يودون سحب أموالهم عدة مرات على البريد عوض مرة واحدة في الشهر بالإضافة إلى التأثير السلبي للتعاملات المالية بين الأشخاص وحتى الهيئات والإدارات التي كثيرا ما تطلب صكا مشطبا عليه، ولكن بعد اقتناء أربع آلات طبع جديدة تم تدارك هذا الخلل الذي كان هاجسا كبيرا لدى العديد من المواطنين الذين أصبحوا يتهافتون لتقديم طلبات الحصول على صكوك قبل انتهاء القديمة بزمن بعيد. من جهة أخرى أصبح نقص الموزعات الآلية الخاصة بالسحب بالبطاقات المغناطيسية وتعطل بعضها يثير استياء الكثير من الزبائن، وإن كانت مؤسسة بريد الجزائر تبرر ذلك بعدم استخدام مشتركي الحسابات البريدية البطاقة المغناطيسية لغياب ثقافة استخدام هذه الأخيرة أو غياب الوعي، محملة في مرات عديدة الاكتظاظ الحاصل أمام شبابيك البريد بعدم اللجوء إلى الموزعات الآلية لتخفيف الضغط، خاصة في أيام الذروة التي تتميز بتوافد حشود غفيرة من المشتركين على غرار موظفي أسلاك الشرطة والمعلمين والشؤون الدينية وآخرون، غير أن آخر قاعدة للمعطيات أعدتها المديرية العامة لبريد الجزائر أكدت أن نحو 5،8مليون زبون من يحوزون على بطاقة سحب إلكترونية أي ما يعادل 47 في المائة من بين 3،12 مليون حساب بريد جاري في سنة 2009 يعتمدون على 630 موزع آلي ''غاب'' على المستوى الوطني في الاطلاع على أرصدتهم وسحب أموالهم، وهو ما يظهر من خلال الطوابير التي نشاهدها أمام أجهزة السحب الإلكتروني التي يضطر المواطنون في بعض المناطق للتنقل لاستعمالها، بالإضافة إلى حالات التعطل التي يعتبر فيها المواطن أحد العوامل الأساسية بسبب سوء الاستعمال مع غياب السرعة الآنية في التصليح الفوري، وتبين الوثيقة حول أهم المؤشرات المقيدة بنهاية السنة الفارطة لمؤسسة بريد الجزائر منها أن الطلب على الصكوك أو الشيكات ما يزال مرتفعا، حيث تم تسجيل ما يزيد عن 8،6 مليون طلب على دفاتر الصكوك في 2009 ، مما جعل المؤسسة تعمل على حل مشكلة بالسرعة في طبع الدفاتر وبالتالي وصولها للزبون.