توفي مساء أمس الأول في العاصمة الفرنسية باريس، المفكر الجزائري محمد أركون بعد حياة حافلة بالمؤلفات في مجال الفلسفة والدراسات الإسلامية التي لم تخل من الجدل. ويعتبر أركون مؤسس مبدأ الأنسنة في العالمين العربي والإسلامي تحصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 1993. محمد / ك بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والفكري أعلن عن رحيل العالم المفكر الجزائري وصاحب دعوة مواجهة تردي الفكر العربي والإسلامي محمد أركون، بعد صراع مرير مع المرض في العاصمة الفرنسية باريس. وكان أركون قد قضى آخر سنوات عمره في البحث في مجال الفكر والتراث الإسلاميين، منادياً بضرورة تنوير العقل العربي وإبدال شتائه بربيع ساد العصر الإسلامي الذهبي حتى القرن الثالث عشر. ولد محمد أركون في بني يني بمنطقة القبائل عام 1928، وفي صغره انتقلت عائلته إلى بلدة أيت لاربعاء التي درس فيها المرحلة الابتدائية. أما المرحلة الثانوية فقضاها في وهران، تبعتها دراسة الفلسفة في الجزائر العاصمة وجامعة السوربون الفرنسية. وفي عام 1968 وبعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة عين أركون محاضراً في جامعة السوربون، ترقى فيها إلى أن وصل لمنصب أستاذ التاريخ الإسلامي والفلسفة بالجامعة المرموقة وكانت له نقاشات ساخنة مع العديد من المثقفين الفرنسيين كما كانت له جدالات مع العديد المفكرين المنتسبين إلى التيار الإسلامي ولا سيما التقليديين منهم. وتعتبر برلينولندن إحدى محطاته الأكاديمية الأخرى. وفي لندن شغل محمد أركون من عام 1993 حتى وفاته منصب عضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية هناك. وبالرغم من أن معظم مؤلفاته قد صدرت باللغة الفرنسية، إلا أن الإقبال الواسع عليها دعا إلى ترجمتها إلى عدد من اللغات العالمية. وتناول محمد أركون في أبحاثه مسألة التعامل مع الإرث الثقافي والحضاري للشرق والغرب والنظر إليهما دون انفصال، معتبراً أن مهمته الأساسية هي الوساطة بين الفكر الإسلامي والفكر الأوروبي إلا أنه انتقد النظرة الغربية السلبية تجاه المثقفين المسلمين عامة، رغم انتقاد هؤلاء لمظاهر التشدد الديني. وتعرض أركون بسبب مواقفه المتحررة، وخصوصاً تلك الداعية إلى قراءة حضارية جديدة للقرآن، إلى انتقادات عنيفة من قبل التيار الإسلامي الأصولي، وأيضا من طرف مستشرقين فرنسيين. ومن أهم مؤلفاته : الفكر العربي، نقد العقل الإسلامي، وأين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟