بعد الحديث الذي أوردته وسائل إعلام إسرائيلية عن تهريب نسخة نادرة من التوراة من العراق إلى إسرائيل قلل مسؤول عراقي من أهمية هذه النسخة في حين نفى مسؤول عراقي معرفة السلطات بالطريقة التي تم بها التهريب. وقالت المديرة العامة للمتاحف أميرة عيدان إن نسخة التوراة التي هربت من العراق إلى إسرائيل ليست نادرة مثلما وصفتها به وسائل الإعلام، ولم توضح المسئولة العراقية تاريخ هذه النسخة التي أكد التلفزيون الإسرائيلي وصولها إلى إسرائيل، وقال في خبر رئيسي إنه قد تم تهريب نسخة نادرة جدًّا من التوراة القديمة من العراق عن طريق رشى مالية، ويعود تاريخ كتابة هذه النسخة –حسب التلفزيون الإسرائيلي– إلى القرن الثامن عشر، ولها غطاء مصنوع من الفضة الخالصة المرصعة بالخرز والزجاج، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن شخصيات عراقية ساعدت على تهريبها بعد حصولهم على أموال مقابل الموافقة على نقلها إلى إسرائيل، من جانبه نفى الناطق الإعلامي لوزارة السياحة والآثار عبد الزهرة الطالقاني علم الوزارة بالطريقة التي تم بها تهريب نسخة التوراة، وقال إنه لم تتوفر بعد معلومات عن كيفية تهريب مخطوطة التوراة النادرة دون أن يستبعد إمكانية تهريبها عن طريق عصابات التهريب، وبشأن محتويات النسخة ذكر أن الوزارة لم تطلع على المخطوطة وما تحتويه، ولكن بحسب ما نقلته وسائل الإعلام فإن لها غطاء مصنوعا من الفضة الخالصة المرصعة بالخرز والزجاج، وتوجد عليها أيضا قطع من الألواح التوراتية، وعن تاريخ هذه المخطوطة يؤكد الطالقاني أنها تعود إلى القرن الثامن عشر، وقال إن وزارته بدأت تحركها لاستعادة هذه المخطوطة من خلال مخاطبة مكتب الشرطة الدولية (الإنتربول) في بغداد، وكذلك دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية العراقية، لمتابعة الموضوع مع الجهات المعنية كمنظمة اليونسكو وغيرها، وحول إمكانية الحكومة في الضغط على الجهات الإسرائيلية وإعادة المخطوطة قال إن الحكومة العراقية ستعمل انطلاقا من علاقاتها الدبلوماسية الواسعة باتجاه الضغط لإعادة المخطوطة وبقية الآثار بعد إعلان المتحدثة باسم سلطة الآثار الإسرائيلية يولي شفارتس عن وجود آثار عراقية في إسرائيل، وأضاف أن الإطار القانوني لهذا الموضوع هو اتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن الوسائل المستخدمة لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1483 لسنة 2003 الذي دعا في الفقرة السابعة منه جميع دول العالم للتعاون مع العراق في استعادة آثاره، وعن احتمال فقدان مخطوطات عبرية أخرى، يقول الطالقاني "هذا ممكن، لكونها بضاعة رائجة وهناك من يطلبها بأي ثمن، ولكن لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة عن هذا الموضوع"، ويؤكد أن هناك اهتماما كبيرا بالمخطوطات، مشيرا إلى أن مقتنيات المركز الوطني وعددها 47 ألف مخطوطة حفظت من السرقة خلال الغزو الأميركي عام 2003، وما زالت الإجراءات الأمنية متواصلة لحمايتها، ونفى الطالقاني أن يكون هناك أشخاص أو جهات ساعدت على عملية تهريب المخطوطة واتهم عصابات تهريب الآثار، التي قال إنها أصبحت أكثر خبرة وخطورة من السابق، ويقول عبد الله حامد الخبير بالمخطوطات في هيئة الآثار العراقية إن العراق لديه مخزون هائل من المخطوطات، حيث كانت بغداد عاصمة العالم الإسلامي ويأتيها طلبة العلم من كافة أصقاع العالم للتزود بالعلوم، ويضيف أن هناك آلافا من المخطوطات التي تعود إلى قرون وعهود مختلفة منذ آلاف السنين، وتتضمن هذه المخطوطات العلوم والتاريخ والأديان وغيرها، وهناك مراكز عديدة في العراق للمخطوطات، أكبرها مركز المخطوطات العراقية في بغداد الذي يحتوي على أكثر من 47 ألف مجلد، تتضمن أكثر من 200 ألف عنوان، إلى جانب مراكز أخرى في المحافظات مثل البصرة وكربلاء والنجف وغيرها، ويؤكد حامد أن "الحروب التي مر بها العراق اضطرتنا إلى نقل هذه المخطوطات إلى أماكن أخرى، ونتيجة هذا التنقل المستمر والتخزين في أماكن لا تتوفر فيها الشروط العلمية والفنية اللازمة لحفظ المخطوطات، فإن العديد من تلك المخطوطات تعرض إلى التلف وبرزت الحاجة إلى العناية بها وصيانتها وترميمها، ونحن نعمل جاهدين على ذلك"، ويشير حامد إلى أن الغزو الأميركي عام 2003 فتح الحدود على مصراعيها، ولم يكن مفاجئًا لنا نهب وسرقة الكثير من الآثار والمخطوطات، ولا توجد لدينا أي معلومات عن كيفية تهريب المخطوطة النادرة للتوراة، والتي أعلن في إسرائيل عن وجودها ووصولها إليهم.