علمت الشروق من مصادر مقربة أن غياب الوفد الفلسطيني سببه حمل هذا الأخير لجوازات سفر إسرائيلية ،و هو ما رفضته الجزائر و الذي حال دون الطرح الجاد للخطر المحدق بالموروث الثقافي الذي يتعرض لحملات نهب و السرقة و التخريب و سعي إسرائيل لتسجيل القدس ضمن مواقعها،خاصة بعد أن أدرجتها في قائمتها التمهيدية. الوفد العراقي أكد على أن العراقيل التي وضعت الهدف منها تمييع الموضوع من طرف اليونسكو. اختتمت أشغال الدورة 18 لمؤتمر الآثار و التراث الحضاري في الوطن العربي يوم الأربعاء الماضي بالجزائر حيث خص اليوم الأخير بمناقشة تقريري التراث الثقافي في دولتي العراق و فلسطين . حيث شدد المشاركون إلى ضرورة التصدي للجهود الإسرائيلية و إسقاط موقع القدس من القائمة التمهيدية فيما ركز الوفد العراقي حول واقع الآثار في العراق و تقديم تفصيلات كاملة لما يحل بالعراق نتيجة العمليات العسكرية التخريبية إضافة إلى الانجازات التي تقوم بها الكوادر الفنية لغرض الحفاظ على الموروث الحضاري للعراق حيث تطرق حيدر صبيحاوي رئيس الوفد العراقي إلى الأعمال التي قامت بها إدارة الآثار بالعراق خاصة فيما يخص البدء في مشروع صيانة و تأهيل المخطوطات العراقية التي تصل إلى 48 مخطوط. كما كانت للوفد العراقي مداخلات و مطالبات كثيرة إلى المنظمات الدولية بشان سرقة الآثار العراقية و التباطؤ الواضح من قبل المنظمات المعنية، ووضع العراقيل لتمييع الموضوع و رغم الأسئلة العديدة التي طرحها الوفد العراقي إلى منظمة اليونسكو لكن بالمقابل لم تقم اليونسكو بإعطاء الجواب الشافي و الواضح إلى الشعب العراقي الذي اعتبره حيدر صبيحاوي تقاعسا من الدورة اتجاه العراق،. وقد تحدى توصيات المؤتمر ورفض نقل أثاره إلى دولة مجاورة إلا في حالة الإعلام عن ما بحوزة هذه الدول من أثار عراقية بشكل رسمي و توثق كلها للمطالبة بها بعد الانفراج الأمني. وكانت هناك مداخلات أيضا من عدد الوفود العربية المشاركة التي أبدت مطالب العراق المشروعة بضرورة استرداد آثارهم المسروقة وتحميل المجتمع الدولي المحافظة على المواقع الأثرية و التراثية للعراق وفي ختام المؤتمر خرج المؤتمرون بجملة من التوصيات أهمها مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومنع إسرائيل من القيام بأعمال التنقيب في القدس الشريف و دعم السلطة الفلسطينية بإعادة صيانة ما دمر و دعمها ماديا ومعنويا وإيقاف إسرائيل عن تجاوزاتها. كذلك مطالبة المجتمع الدولي و المنظمات الدولية بالالتزام بالقوانين و القرارات الدولية بشان سرقة الآثار العراقية و العمل بحزم بضرورةاعادة الآثار المسروقة و المحافظة على المواقع الأثرية في العراق من العمليات العسكرية و النزعات المسلحة و تشكيل لجنة فتية متخصصة بالآثار من الدول العربية المجاورة للعراق و دولتين عربيتين غير متجاورتين للمتابعة و التنسيق لمنع تهريب الآثار العراقية و دعم المنظمة العربية للتربية و التعليم " الاليسكو" للعراق بتقديم الدعم الكامل لإعادة ترميم المرقدين الشريفين في سامراء . كما أوصى المؤتمر أيضا بضرورة دعم العمل العربي المشترك في مجال الآثار و التراث الحضاري و بكافة أنواعه و أشكاله و إقامة الدورات التطويرية و الاعتماد على الخبرات و الكفاءات العربية و بضرورة عقد المؤتمر كل سنتين باستمرار و دون توقف لغرض مواصلة الاطلاع و تبادل الآراء و المقترحات بشان التراث الحضاري العالمي و غيرها من التوصيات التي تبلورت في جلسة مغلقة دامت إلى غاية الساعة العاشرة ليلا لتعرض بعدها على الدورة الاستثنائية لوزراء الثقافة العرب يومي 25 و 26 من الشهر الحالي .. نوال بليلي