شهدت العاصمة المصرية القاهرة ومدينة الإسكندرية أمس مظاهرتين لقوى سياسية معارضة ضد ما سمته توريث الحكم لجمال مبارك ابن الرئيس المصري ورئيس لجنة السياسيات في الحزب الوطني الحاكم. وقد اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين في المدينتين واعتقلت العشرات منهم. محمد / ك – وكالات وقال مراسل الجزيرة في القاهرة سمير عمر إن مظاهرة العاصمة أمام قصر عابدين بدأت عصرا وانتهت مساء أمس الأول . وأشار إلى أن قوات الأمن اشتبكت مع المحتجين واعتدت بالضرب على عضو مجلس نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس وصحفيتين تعملان في وكالة الصحافة الفرنسية وجريدة الأهرام، كما صادرت شرائط فيديو عن المظاهرة للجزيرة والبي بي سي.وقد ردد المحتجون –الذين تراوح عددهم بين 200 و300 متظاهر- هتافات ضد الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) وابنه جمال (47 عاما) تقول "يسقط يسقط حسني مبارك" و"يسقط يسقط حكم العسكر" و"لا توريث بعد اليوم". ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات منها "لن يرثنا عبقرينو لجنة السياسات" و"لا لمبارك الأب ولا لمبارك الابن"، و"لا للتمديد (لولاية الرئيس مبارك)، لا للتوريث".وطالب المتظاهرون بتعديلات دستورية تسمح بترشيح أي مصري في الانتخابات الرئاسية بدلا من القواعد الدستورية الحالية التي اعتبروها "تفصيلية على أشخاص بعينهم". وحاصرت قوات الأمن جموع المتظاهرين وسط القاهرة قبل أن يضرب عناصر الأمن بعض المحتجين بالهري ويرد عليهم المحتجون بالأيدي. وقال نشطاء في المعارضة إن قوات الأمن ألقت القبض على عشرات المحتجين في أكثر من مكان بالقاهرة خلال توجههم إلى التجمع أمام قصر عابدين، لكن وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصدر أمني بالداخلية المصرية قوله إن الشرطة أفرجت عن المتظاهرين لاحقا وبرر الاعتقال بمحاولة المحتجين الاعتداء على عناصر الشرطة. واعتبر القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير (كفاية) جورج إسحاق، المظاهرة "استعادة لتاريخ مصر حين وقف أحمد عرابي (زعيم تاريخي مصري وقف قبل 129 عاما) أمام قصر عابدين وقال لن نورث بعد اليوم، ونحن لن نقبل التوريث ولن يمرر مشروع التوريث". وفي مظاهرة مماثلة في الإسكندرية بشمال مصر تظاهر عشرات النشطاء من الشباب المنتمين إلى حركات سياسية معارضة مختلفة في ميدان الرصافة بحي محرم بك. وقد فرقت قوات الأمن بالقوة هذه المظاهرة وألقت القبض على عشرات المتظاهرين من أعضاء حركتي 6 أبريل وكفاية. وقال أيمن نور زعيم حزب الغد المعارض الذي شارك في مظاهرة ميدان عابدين لوكالة الأنباء الألمانية، إن أجهزة الأمن ألقت القبض على معظم المتظاهرين من الشباب في الإسكندرية. ومن المقرر أن تجرى انتخابات تشريعية في مصر في نوفمبر المقبل تعقبها العام القادم انتخابات رئاسية. وحتى الآن لم يعلن مبارك الذي يتولى الحكم منذ نحو 30 عاما، موقفه من الترشح لهذه الانتخابات ولا ابنه جمال الذي يقدم كثيرا على أنه خليفته والذي بدأ بعض أنصاره بالفعل حملة دعاية لصالحه. لكن أعضاء قياديين في الحزب الوطني الحاكم يقولون إن من حق جمال الذي يشغل منصبي الأمين العام المساعد للحزب وأمين السياسات فيه أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة مثل أي قيادي حزبي إذا اختار والده عدم الترشح لفترة جديدة.