أكد عمر بوداود رئيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أن عدد ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 قد تجاوز ال 450 جزائري، تم رميهم تبعا لتعليمات بابون في نهر السين أحياء من طرف الشرطة الفرنسية، ملفتا إلى أن الرقم المتداول الذي أعلنت عنه السلطات الفرنسية الذي يقول إن عدد الضحايا هو 200 ضحية لا أكثر، بعيد كل البعد عن الحقيقة وغير صحيح بالنظر لعدد المتظاهرين الذين تراوح عددهم بين 20 ألف و30 ألف جزائري. وقال عمر بوداود في حديثه مع ''الحوار'' إن الجزائريين الذين كانوا بفرنسا أثناء الثورة التحريرية كانت لديهم قناعة كبيرة بوطنيتهم وانتمائهم ولم يقطعوا اتصالاتهم مع بني جلدتهم في الجزائر، والأحداث التي كانت تقع في الجزائر كانوا على علم بها في فرنسا، ونفس الشيء بالنسبة للمهاجرين في فرنسا''، ويضيف'' المهاجرون سبلوا أنفسهم لمحاربة الاستعمار من موطن المستعمر وتيقنوا أن إخراجه من الجزائر يعني الانتفاضة أيضا داخل وطن المستعمر''. وتابع رئيس الفيدرالية بالقول ''إن المظاهرات قد نظمت على مدار 3 أيام متتالية، بحيث خرج في اليوم الأول كل الجزائريين والجزائريات عبر كامل أرجاء فرنسا، وفي اليوم الثاني خرجت النسوة مع أطفالهن، مطالبات بضرورة إلغاء حظر التجول والإفراج عن المعتقلين الجزائريين، وفي اليوم الثالث خرج العمال الجزائريون من عملهم وانتحوا ناحية ساحة ''الأوبرا''، وقد بلغ عددهم حوالي 30 ألف متظاهر طافوا عددا من أحياء باريس المعروفة، وحتى تتمكن السلطات الفرنسية من احتواء المتظاهرين أعطت للشرطة تعليمة سد كل المنافذ التي توصل إلى ساحة ''الأوبرا''، لينشب صدام بين الطرفين '' ، لكن، يضيف '' في ساعات متأخرة من مساء اليوم، أعطى محافظ شرطة باريس موريس بابون أوامر بضرب المتظاهرين باستعمال العصي والقنابل المسيلة للدموع والرصاص، فسجل قتلى وجرحى وحتى يتستروا على جريمتهم تم إلقاء الجزائريين الأحياء في نهر ''السين''، و قد أكدت السلطات الفرنسية آنذاك عن سقوط 200 ضحية، في حين أن عدد الضحايا فاق ال450 بين شهيد ومفقود''. وأفاد رئيس الفيدرالية '' إن من الشهداء من تم دفنه هناك بفرنسا لكن الأغلبية أرسلوا إلى أرض الوطن''. وعما إذا كانت الفيدرالية قد طالبت فرنسا بتقديم اعتذاراتها وتقديم تعويضات مادية عما اقترفته من جريمة بشعة ضد المهاجرين الجزائريين، قال المتحدث '' هذا الأمر يناقش بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية''. وأردف عمر بوداود '' أحداث 17 أكتوبر نقطة سوداء في تاريخ فرنسا ونجاحا كبيرا للجزائريين''، داعيا في هذا السياق كل المجاهدين إلى ضرورة تكثيف جهودهم في مجال كتابة تاريخ الجزائر، منه أحداث 17 أكتوبر كمفخرة للبلاد على وحدته.الوطنية التي حققت له النصر.