تظاهر المئات من طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس الثانوية في فرنسا أمام مبنى مجلس الشيوخ بباريس رافعين لافتات تطالب بإلغاء مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد الذي أقره مجلس الشيوخ أمس ويتوقع أن يصوت عليه النواب لاحقا. محمد / ك – وكالات وتعهد قادة النقابات الطلابية التي شاركت في المظاهرة بتكثيف ما سموه "النضال السلمي" ضد خطة الحكومة القاضية برفع سن التقاعد في البلاد من 60 عاما الى 62، ووصفوا تلك الخطة ب"الظالمة والمجحفة بحق الطبقات الاجتماعية الفقيرة". وقال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا -كبرى النقابات الطلابية المحلية- جان باتيست بريفوست إن هدف التجمع هو إبراز استمرار التعبئة الشبابية في مواجهة الإصلاح الحكومي. وانتقد القيادي الطلابي في تصريح للجزيرة نت ما سماها "غطرسة الرئيس نيكولا ساركوزي وحكومته اللذين تجاهلا أصوات ملايين الفرنسيين الذي خرجوا إلى الشارع، على مدار الأسابيع الماضية، احتجاجا على خطط السلطات". وأوضح بريفوست أن انضمام الطلاب إلى الحركة الاحتجاجية التي أطلقتها النقابات العمالية ضد تعديل نظام التقاعد لم يكن عائدا إلى "توجيهات تلقيناها من أحزاب المعارضة كما تدعي الأغلبية وإنما لشعورنا بخطورة تطبيق هذه الخطة على الشرائح الضعيفة في مجتمعنا وإضراره بشكل خاص بمصالح فئة الشباب".واعتبر رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا أن "تأخير سن التقاعد بسنتين سيقلص حظوط الآلاف من خريجي الجامعات والمدارس في الحصول على وظائف في بلد يعاني سلفا من واحد من أعلى معدلات البطالة في أوساط الشباب داخل الاتحاد الأوروبي".وأضاف بريفوست أن الطلاب الفرنسيين يسعون أيضا إلى فتح نقاش مع السلطات بشأن قضايا "تتجاوز إصلاح التقاعد وعلى رأسها تمكينهم من الحصول على تعليم مناسب يفضي إلى عمل ثابت". من جانبه اعتبر رئيس الفدرالية الديمقراطية المستقلة لتلاميذ الثانويات، ماسيرا برادجي أن المظاهرة "تمثل صفعة لكل من راهنوا على عنصر الوقت في مواجهة حركة الاحتجاج". وأكد أن نقابته -التي تعد من أهم نقابات طلاب الثانويات المحلية- لن تتوقف عن التظاهر ما لم تعمد الحكومة إلى سحب مشروع القانون الذي يتوقع أن ينشر في الجريدة الرسمية ويصبح ساري المفعول في 15 نوفمبر المقبل.