مرزاق صيادي دفاعا عن دبلوماسية الصمت لو كان مثقفونا إيجابيين كفاية لطالبوا المنتظمات الدولية الناشطة في العلاقات الدولية والأمم المتحدة وكل الجامعات الغربية قبل العربية بإضافة مصطلح جديد وتدريس مادة أو ملحق مادة أكاديمية في الجامعات المحترمة واسمه: دبلوماسية الصمت! نعم دبلوماسية الصمت، التي وضعت دبلوماسية البينغ بونغ الصينية على الرف وقتما كانت بكين تراوغ الغرب الرأسمالي أثناء الحرب الباردة ونجحت إلى حد ما في مخططاتها التسترية على ما ظهر إلى العالم لاحقا من عنفوان اقتصادي كان مطلعه "كوبيي" المنتجات الغربية عالية التكنولوجيا.. نعم دبلوماسية الصمت التي برعت فيها الجزائر حبا في قمع المتحدثين المتشدقين في كل وقت من مصر الى المغرب، وهما بلدان قالا ما قالا عن الجزائر ولم يكفا عن القول المحظور حتى اكتشفا أنهما خرجا في تسللات سياسية وإعلامية واستراتيجية فاضحة وبانا للعالم على أنهما "بلطجية" في السياسة والكلام عن الآخر، وطوال تشدق هؤلاء كانت الخارجية الجزائرية ساكتة وقصر المرادية ساكتا حتى ظن الجزائريون اننا لا نملك وزير خارجية ولا متحدثا باسم الجزائر في الخارج، ولكن سرعان ما تيقن عامة الناس أن من قال إن الصمت حكمة لم يكن مخطأ وأن الصمت يمكن أن يكون سلاحا قاتلا للرغايين والذين لا يحسبون حساب ما يقولون كفاية حتى لا يخرجون عما هو مسموح به دبلوماسيا وسياسيا في الأعراف الدولية..