نوه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بوعبدالله غلام الله أمس بالجزائر بدور أئمة المساجد في تهدئة الأوضاع أثناء أحداث الشغب التي عرفتها بعض مناطق الوطن خلال نهاية الأسبوع الماضي. و في كلمة له خلال الندوة الشهرية للأئمة التي عالجت موضوع "نبذ العنف و حق المواطنة" و التي احتضنها دار الإمام بالمحمدية أبرز الوزير درجة الوعي التي بلغها الإمام "الذي أصبح يحس بنبض المجتمع". و أضاف في نفس الإطار أن المسجد "مؤسسة من مؤسسات المجتمع يتعاون مع المؤسسات الأخرى و لكن لا يعوضها" معربا عن أمله في أن ينضج الوعي لدى المؤسسات الأخرى ليتلاءم مع وعي الأئمة. و بخصوص موضوع الندوة أوضح المتدخل أن المواطنة "تعبر عن واجب الفرد نحو وطنه و المواطنين" مشددا في هذا السياق على دور الأولياء و المربين في تعليم وتكوين الأبناء و ترسيخ القيم الدينية و الوطنية فيهم و تنشئتهم على نبذ العنف و الفوضى. كما قال في هذا السياق "لا بد أن يدرك الأولياء أن أبنائهم سيعبث بهم إذا لم يربوهم التربية السليمة" مضيفا أن الشباب الذين خرجوا للتظاهر في الشوارع "لم يحركهم غلاء المشيعة". على هامش هذه الندوة كان للوزير لقاء مع الصحافة أبرز خلاله أن الأحداث الذي شهدتها الجزائر مؤخرا "حركة غير طبيعية" لابد --كما قال-- من دراسة أسبابها و تحليلها من طرف أساتذة جامعيين. و أضاف أن الشباب "معرض للاستغلال سواء من مروجي المخدرات و التجار الفوضويين" مشيرا إلى أن هناك "عدوان صارخ على الجزائر من جهات مختلفة". و حول دعوة أئمة مساجد العاصمة للجهات الأمنية و القضائية بالصفح عن القصر المتورطين في الأحداث الأخيرة رد الوزير أن "العقاب لا يعالج المشاكل" مستدلا في ذلك بما حققه ميثاق السلم و المصالحة الوطنية في معالجة أثار الأزمة التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينات. و عرفت هذه الندوة تدخل عدد من رجال الدين و المختصين في علم الإجتماع و النفس لتحليل الأحداث الأخيرة التي عاشتها الجزائر من مختلف الجوانب. و في هذا الإطار أكد الدكتور عمار طالبي رئيس المجلس العلمي بوزارة الشؤون الدينية على أن المواطن "هو الذي يحب وطنه و يدافع عنه و لا يخرب بيته بيديه ويراعي مصلحة إخوانه في الوطن و في الدين".