في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن قانون جديد للسينما الذي ترجو منه وزارة الثقافة أن يعطي دفع جديدا للحركية السينمائية تشهد الساحة إرهاصات العودة إلى السينما الاجتماعي الذي عرفته في السبعينيات من القرن الماضي وليس أدل على ذلك من التجربة الجديدة التي يخوضها المخرج الجزائري القدير موسى حداد الذي أعطى أشارة الانطلاق لإنتاج فيلم سينمائي جديد يحمل عنوان " الحراقة بلوز" وهو إنتاج مشترك مع التلفزيون الجزائري تشرف عليه وزارة الثقافة حيث أشرفت وزيرة الثقافة على الإعلان عنه بقصر الثقافة " مفدي زكرياء " أين حضرت إشارة انطلاق التصوير وأكدت بالمناسبة على حرصها على إعادة الاعتبار لقاعات السينما التي تشكل كما قالت "أولوية" بالنسبة للقطاع وقالت الوزيرة أن "المهمة ليست سهلة" مشيرة إلى العراقيل بخصوص استرجاع هذه القاعات. وسيناريو هو اشتراك بين المخرج" موسى حداد" و" أمينة بجاوي حداد " والذي ستمثل فيه نخبة من الفنانين ومن بينهم شباب يمثلون لأول مرة وفي أدوار رئيسية كالممثل الشاب زكريا رمضان، حمزاوي كريم، موني بوعلام بجانب الممثل القدير قاسي تيزي وزو وزمرة من الوجوه التلفزيونية من بينها رانيا سيروتي ، حسان بن زراري ، سليمة لعبيدي، عبد العزير غردة ، إضافة الى الفنانين المخضرمين بشير سلمي و حميد بوزيان و تدور أحداث الفيلم حول شاب يحلم بالهجرة إلى الخارج ويخوض تجربة الهجرة غير الشرعية أو " الحراقة" إذ يجسد " موسى حداد " قصة شاب كان يحاول الهجرة من الساحل العنابي وإذ بصديقه يمنعه من الذهاب إلى درجة أنهما يتعاركا والشاب الذي يحاول الذهاب يعيش ظروف اجتماعية صعبة تم يتعرض والده لأزمة صحية ويضطر لإجراء عملية جراحية ولكنه لا يملك المال اللازم للعملية يذهب في للبحث عل من يقرضه المال ولما يعلم أبنه الذي ينوي الهجرة إلى أوروبا بوضعية والده يمتنع عن فكرة " الحرقة " ويهب المبلغ المالي الخاص للهجرة لوالده المريض وعن سبب اختيار المخرج" موسى حداد " لشباب يمثلون لأول مرة أمام الكاميرا وفي أدوار رئيسية قال: " بالطبع أختار شبابا لم يقتحم بعد عالم التمثيل والجمهور الجزائري لما يتعرف عليهم الشباب الجزائري الذي يفكر في الهجرة غير الشرعية لما يشاهد الفيلم يشعر بأن الفيلم يجسد حلمه في خوض مغامرة "وهذه التجربة هي الأولى من نوعها رغم التجربة التي خضتها في فيلم " ماد إن " كبداية. في " حراقة بلوز " أخوض تجربة من نوع خاص أعتبرها بمثابة "ماد إن 2 " وستصور لقطات الفيلم في كل من ولاية عنابة ووهران وبجاية وتيزي وزو وعلى الطريق بين العاصمة وعنابة وذلك في مدة تقدر ب 10 أسابيع بداية من شهر مارس المقبل وتتراوح مدته ساعتين من الزمن وسيخرج الفيلم في قاعات السينما في فصل الخريف. و بشأن ترشيح فيلم "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب لجائزة الأوسكار أعربت السيدة تومي عن فخرها بذلك لكون مشاركة الجزائر في إنتاج هذا الفيلم بلغت 24 بالمائة. ويعبر حضور الوجوه القديرة للسينما والمسرح الجزائريين إلى جانب الشباب الذي يقف أمام الكاميرا لأول مرة عن رغبة الوزارة في تحقيق التواصل الذي من شأنه أن يدفع إلى استعادة العصر الذهبي للسينما الجزائرية الذي عرفت به فترة السبعينيات من القرن الماضي.